من الترفيه إلى المأساة.. انتحار 30 طفلًا ومراهقًا في العراق بسبب لعبة روبلوكس

من الترفيه إلى المأساة.. انتحار 30 طفلًا ومراهقًا في العراق بسبب لعبة روبلوكس

أعلنت وسائل إعلام ومصادر إقليمية أن قوات الأمن العراقية اعتقلت مراهقاً يبلغ 14 سنة، متهمًا بإدارة شبكات على منصة الألعاب روبلكس التي استدرجت أطفالاً ومراهقين وأبلغت عن تحديات أدّت إلى إيذاء النفس وحالات انتحار يُزعم أنها مرتبطة بهذه الشبكات. في وقتٍ سابق من نفس الشهر أعلنت السلطات العراقية حظر منصة روبلكس لأسباب تتعلق بسلامة الأطفال والمحتوى. 

رد السلطات العراقية 

وزارة/أجهزة الأمن العراقية أعلنت إلقاء القبض على المراهق الذي يُشتبه بأنه أدار عشرات المجموعات/الشبكات داخل المنصة، وجرّد الضحايا من خصوصيتهم واستدرجهم لإيذاء أنفسهم وارتكاب سلوكيات عنيفة. بعض التقارير ذكرت أن التحريض شمل كتابة أسماء بالدم على الأجساد وإيذاء حيوانات، وفق ما نقلته وسائل عراقية عن مسؤولي وزارة الداخلية. 

الحكومة العراقية بررت حظر المنصة بوجود اتصالات مباشرة بين مستخدمين صغار التي "تعرض الأطفال للاستغلال أو الابتزاز" وكون محتوى بعض الألعاب "غير متوافق مع القيم الاجتماعية". 

كيف تفاعلت شركة روبلكس والشركات والمراقبة الدولية



روبلوكس واجهت في 2024–2025 الكثير من التدقيق الدولي حول سياسات حماية الأطفال؛ في أكتوبر 2025 كانت هناك مطالبة قانونية وتنظيمية ضد الشركة في الولايات المتحدة كطلبات استدعاءومذكرات من مدّعي عام فلوريدا، وإجراءات حجب أو تقييد في دول بالمنطقة. الشركة أعلنت إجراءات تحسين المراقبة والحد من قدرات التواصل لمرّات سابقة، لكن الضغوط تزايدت. 

لماذا قد تُستغل منصات مثل روبلكس 

منصات الألعاب التوليدية، تسمح لمستخدمين بإنشاء غرف سيرفرات وتواصل نصّي أو صوتي داخل اللعبة. إن لم تكن آليات الفلترة والمراقبة قوية أو إن استُخدمت قنوات خارج اللعبة يمكن أن تُستخدم لاستدراج الأطفال أو خلق تحديات ضارة. لذلك الحكومات تضع سياسات للحظر أو التنظيم عندما ترى تهديدًا واسع النطاق. 

دور العائلات تجاه أطفالهم



  • مراقبة حسابات الأطفال، من تفعيل إعدادات الخصوصية، إيقاف خاصية المراسلة مع مجهولين، واستخدام حسابات مقرونة بموافقة ولي الأمر. 

  • التوعية المستمرة، وشرح مخاطِر التحدث مع غرباء أو المشاركة في "تحديات" داخل الألعاب.

  • تفعيل أدوات الأمان،  وهنتك منصات كبيرة توفر أدوات للوالدين كحسابات الأبوة، تعطيل الرسائل، تقارير محتوى،حيث يمكن استخدام هذه الأدوات لمتاعبة الأطفال. 

  • الإبلاغ الفوري في حال تواجد حالات تحريض أو رسائل مريبة، والتواصل مع الجهات الأمنية وخطوط المساعدة المحلية للصحة النفسية.

  • التركيز على توفير دعم نفسي للأطفال وتعليمهم كيفية طلب المساعدة إن واجهوا ضغطًا أو مضايقات وتهديدات من حسابات غريبة.

تكشف هذه الحادثة المروعة عن الجانب المظلم لبعض التطبيقات والألعاب الإلكترونية التي تبدو كلعبة عادية في ظاهرها، لكنها قد تخفي شبكات تستغل فضول الأطفال والمراهقين وتستدرجهم بخطوات متدرجة نحو الخطر. وإن غياب الرقابة الصارمة داخل هذه المنصات، وضعف الوعي الأسري والتربوي بأبعادها، يجعل من السهل على المجرمين استغلالها كأداة لجذب الأطفال واستغلالهم ودفعهم نحو إيذاء أنفسهم أو حتى الانتحار.

ومن هنا، تبرز الحاجة الملحّة إلى رقابة أسرية جادة، وتشريعات رقمية أكثر صرامة، وتعاون بين الجهات التقنية والأمنية لحماية الأجيال من هذه الفخاخ الرقمية التي تتخفّى تحت شعار "اللعب والترفيه". فالأمان الرقمي لم يعد ترفاً، بل أصبح ضرورة لحماية مستقبل الأطفال في عالمٍ افتراضي لا يعرف الرحمة حين يغيب الوعي والمساءلة.