ديب سيك الصينية تهز عرش الذكاء الاصطناعي: تدريب نموذج R1 بتكلفة 294 ألف دولار فقط!

ديب سيك الصينية تهز عرش الذكاء الاصطناعي: تدريب نموذج R1 بتكلفة 294 ألف دولار فقط!

خاص

محور بلس

في خطوة وُصفت بـ”الثورية”، أعلنت شركة DeepSeek الصينية أنها نجحت في تدريب نموذجها المتطور R1 بتكلفة لم تتجاوز 294 ألف دولار فقط، وفقاً لمقالة علمية مُحكّمة نُشرت في مجلة Nature.

هذا الرقم المفاجئ يضع الشركة في قلب المنافسة العالمية، ويثير تساؤلات جادة حول مستقبل الهيمنة الأمريكية على تقنيات الذكاء الاصطناعي.

من هانغتشو إلى العالم

يقع مقر DeepSeek في مدينة هانغتشو الصينية، وقد أصبحت خلال أشهر قليلة حديث العالم بعد إطلاق نموذجها في يناير الماضي، ما أثار قلق المستثمرين وأدى إلى هزات في أسهم شركات التكنولوجيا، وسط مخاوف من تهديد مباشر لعمالقة القطاع مثل إنفيديا.

معالجات H800 وكفاءة غير مسبوقة

بحسب ما كشفته الشركة، جرى تدريب النموذج باستخدام 512 معالجًا من نوع إنفيديا H800 خلال 80 ساعة فقط، وهو ما يعكس كفاءة عالية في إدارة الموارد مقارنةً بالشركات الأمريكية التي تنفق مئات الملايين على نماذج مشابهة.

وفي وثائق مرفقة بالمقالة، اعترفت الشركة للمرة الأولى بامتلاكها رقاقات A100 التي استُخدمت في مراحل تحضيرية، لكنها أكدت أن التدريب النهائي اعتمد فقط على H800 المتاحة للسوق الصينية.

الصين بين القيود والابتكار

أهمية هذا الإنجاز تتضاعف إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الصين تعاني من قيود أمريكية صارمة على تصدير أحدث الرقاقات مثل H100 وA100. ورغم ذلك، أثبت مهندسو DeepSeek أن الابتكار في الخوارزميات وتقنيات التدريب الفعّال يمكن أن يعوض نقص العتاد المتطور.

سباق عالمي جديد

يرى محللون أن هذا التحول قد يفتح الباب أمام شركات ناشئة وأسواق ناشئة لدخول مضمار الذكاء الاصطناعي بقوة، بعيداً عن الاحتكار الغربي. لكن في الوقت ذاته، تُثار مخاوف بشأن جودة النماذج وأمان استخدامها، إذ لا تكفي تكلفة التدريب المنخفضة وحدها لضمان التفوق.

البعد الجيوسياسي

من المتوقع أن يضيف إنجاز DeepSeek مزيداً من الضغط على واشنطن وبكين في صراع التكنولوجيا المتسارع. وبينما تسعى الولايات المتحدة لتقييد وصول الصين إلى أحدث التقنيات، تبدو الشركات الصينية مصممة على إيجاد حلول محلية أقل تكلفة وأكثر كفاءة.

الخلاصة:

ما فعلته DeepSeek ليس مجرد إنجاز تقني، بل رسالة واضحة بأن سباق الذكاء الاصطناعي لم يعد محصوراً في وادي السيليكون، بل أصبح مضماراً عالمياً مفتوحاً، حيث قد يكون الابتكار أهم من المال.