وفاة الدكتورة بان زياد قضيةُ إنتحارٍ أم قضية قتل؟ 

وفاة الدكتورة بان زياد قضيةُ إنتحارٍ أم قضية قتل؟ 

Iraq News

بتاريخ 4 أغسطس 2025 عُثر على جثمان الدكتورة بان زياد طارق، أخصائية الطب النفسي، داخل منزلها في مدينة البصرة.

الرواية الأولية التي أعلنتها أسرتها وبعض المسؤولين تشير إلى أنها انتحرت نتيجة معاناة من حالة اكتئاب.

و محافظ البصرة أكد أن التحقيق لم يُغلق بعد وأن المؤشرات الأولية فقط ترجح فرضية الانتحار.

 معطيات الطب العدلي وشبهات جنائية: 



التقرير الطبي الأولي كشف عن:

_ جروح قطعية عميقة في اليدين وصلت إلى العظم 9 سم في اليمنى و 6 سم في الأخرى .

_ كدمات متعددة في الوجه، وكدمة حول الرقبة يُحتمل أن تكون ناتجة عن خنق.

_ وجود دماء على الملابس والساقين و على الأرض .

ملاحظات قانونية وطبية:

_ من غير الممكن عملياً أن تقطع الضحية أوتار يدها اليمنى ثم تستخدمها لقطع أوتار اليد الأخرى ثم تشنق نفسها.

_ جروح الانتحار عادة سطحية وتعبيرية، بينما الجروح في هذه الحالة عميقة جداً وغير نمطية.

_ الطب العدلي قادر على تحديد ما إذا كانت الجروح قد حدثت قبل الوفاة مع نزيف و تخسر دم أم بعدها.

تفاصيل إضافية مثيرة للريبة: 

_تعطّل كاميرات المراقبة في مسرح الحادث.

_ طلبها لعطرٍ من إحدى مواقع التوصيل قبل الحادثة بساعة أو نصف ساعة. 

_ العثور على رسالة مكتوبة بالدم على جدار الحمام " اريد الله " .

_ تأخر في الإبلاغ عن الحادث وتنظيف بعض آثار الدم قبل وصول التحقيق.

_ إختفاء أداة الخنق التي وضعت أثاراً حول رقبتها. 

_ رفض الأسرة إجراء تشريح طبي شامل والإسراع في الدفن.

الإجراءات الحكومية:

_ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمر بتشكيل لجنة تحقيق خاصة تحت إشراف قضائي ويتابع القضية شخصياً.

_وزارة الداخلية أرسلت لجنة إلى البصرة لضمان نزاهة التحقيق.

الإجراءات القضائية:

_ توقيف مشتبه به وأخذ إفادات من أفراد الأسرة والمقربين.

_ محكمة تحقيق البصرة أوضحت أنها تسير وفق القانون وتحت إشراف قاضي مختص.

مقارنة بين فرضية الانتحار والجريمة: 

_زملاء و طلاب الضحية أكدوا أنها ساعدت الكثيرين لعدم الانتحار بل و كانت تعلمهم القوة و الصبر، و نفوا بشدة خبر إنتحارها مؤكدين أن لعائلتها يداً في الأمر. 

_ الجروح العميقة في اليدين غير منطقية تشير إلى عنف خارجي، و يستحيل أن تقطع أوتار يدها ثم تقطع الأخرى، لأن الأوتار عندما تُقطع يحدث ما يسمى بـ " فقدان تنظيم الحركة " أي ستفقد القدرة على تحريك يدها، بلإضافة إلى ذلك فأنه و بشكل طبيعي سيحدث هبوط ضغط مفاجئ عند قطع الأوتار و فقدانها للدم مما يسبب لها الأغماء بشكلٍ مباشر . 

_ إذا تم إضافة الإحتمال الذي يقول أنها تناولت أدوية مُخدرة فقد تستمر بقطع يدها دون الشعور بلألم، لكن الأمر يستحيل أن تفقد دماً يقارب 300 مل بالدقيقة الواحدة، و بينما هي مُصابة بفقر الدم هذا سيجعل نسبة الأكسجين قليلة و كذا بالنسبة لعمرها 34 عاماً و وزن 65 مما يسرع من إغمائها في الدقيقة الأولى من القطع . 

_ الكدمات حول الرقبة قد تُفسَّر لاحقاً دليل محتمل على الخنق، في الوقت الذي اختفت فيه أداة الخنق و بقيت الجروح على رقبتها، لذا يتم استبعاد محاولة الإنتحار لأنه لا يمكن أن تقطع يديها ثم تذهب لخنق نفسها. 

_ النص المكتوب على باب الحمام " اريد الله " و ما ادعته عائلة الضحية بأن الدكتورة بان من كتبت تلك الجملة كرسالة انتحارية بسبب ضغوط العمل، إلا أن الأمر بعيدٌ تماماً أن تكتب الضحية أي نصٍ أو كلمة واحدة بسبب الألم و فقدان الدم و كذا تقطع أوتار يدها مما يجعل من المستحيل التركيز في الكتابة، أو تحريك يدها. 

_ الجملة المكتوبة " اريد الله " تظهر أنهُ قد تم كتابتها بعد بدء تجلط الدم أي بعد فترة من فقدانها للدم مما يعني بعد وفاتها، فلو أن الضحية كتبت الجملة بيدها لكان الخط غير مستقيمٍ و كذا الدمُ يسيلُ عن الخط لكن الجملة كانت مكتوبة بدقة مع وضع الكسر و الشد في الجملة. 

_ تعطّل الكاميرات قبل الحادث يدعم فرضية قتلها و يدل على تلاعب بمسرح الجريمة . 

_ رفض التشريح يضعف الرواية يزيد الشكوك في أن القاتل قد يكون أخاها فعلاً . 

_ تصريحات عائلة الضحية كانت مثيرة للشك كتصريح والدتها بقولها " ضغوطات عمل " بل و الطريقة التي كانت تتحدث بها عائلة الضحية خارجة من أي مشاعرِ حزنٍ أو مأساة بل كانوا يتحدثون بثقةٍ تامة محاولين اقناع الجميع أن الضحية انتحرت بسبب ضغوط العمل. 

سبب توجه أصابع الإتهام لأخ الضحية:  

_ يمتلك حساباً ينشر فيه صور غريبة و وحشية. 

_ نشر على حسابه سابقاً قصص تحرض على القتل، إحدى القصص كتب فيها أن القاتل يقطع يد ضحياه و يوهم الجميع أنه " انتحار " مما جعل الأمر يبدو كما لو أنه إنتحار حقيقي و أشار إلى أن القاتل ذكي و يتلاعب بالمجتمع، و في رواية أخرى كانت هناك جملة تقول " لا أريد المال لا أريد السلطة أريد الله " ، و هذا ما حدث تماماً حيث تم تعذيب الضحية و قطع يداها و كُتب على باب الحمام " اريد الله " ليوهم الأخرين أنه انتحار. 

_ عندما خرج من السجن بعد التحقيق معه قام بحذف حسابه مباشرة.

_ مصادر قريبة من الضحية تقول أن الدكتورة أرادت مسبقاً أن تُدخِل أخاها إلى إحدى المراكز التي تسمى " مراكز سرايا السلام ".

_ في حسابه السابق كان يشارك فيديوهات للقتل و فيديوهات تتحدث عن الماسونية و التجارب البشرية. 

_ إدعاء البعض أنه مُشترك في بعض المواقع على الدارك ويب حيث شارك منها بعض القصص. 

فرضية أن أخَ الدكتورة بان هو مُرتكب جريمة القتل: 

_ نظراً إلى الإعتقادات التي تقول أنه غير طبيعي بسبب الصور و القصص التي قام بنشرها مسبقاً ، إن إفترضنا أن هذا الشخص يمتلك عقلية " سايكوباتية " فهذا يربط الأمر من ناحية أن الدكتورة بان طبيبة نفسية و لأنها تستطيع تفسير تصرفات الأفراد و تفسير شخصياتهم،، و قد أرادت مسبقاً أن تدخله لأحد المراكز، فقد تكون في تلك الليلة كشفت أخاها في أمرٍ ما كجريمةٍ من أي نوع أو أنها أصرت عليه بذلك الوقت للقبول في معالجته ، فهذا الإحتمال يفرض أنه خرج عن سيطرته لخوفه من أن تبلغ أخته عنه فقام بقتلها ، فإحتمال قتل السايكوباتي لفرد من أفراد عائلته ضعيف جداً لأن الأمر سيجعله في قائمة المشتبه به لكنه سيقتل أحد أفراد عائلته لأسباب قد تكون إما التعنيف المنزلي أو فقدان السيطرة عند كشف حقيقته ، و لأن الطريقة في القتل ليست طريقة قتلٍ عادية بل طريقة تدل على أن القاتل استمر بالتعذيب حتى بعد موت الضحية. 

_ الخيارُ الأخر أن شجاراً نشب بينهم فأعتدى عليها بالضرب و الخنق، بعد أن فارقت الحياة قرر التستر على الأمر بقطع يداها و كتابة ذلك النص لإدعاء أنها ماتت منتحرة خوفاً من كشفه ، لكن هذا الإحتمال ضعيف جداً نظراً لطريقة القتل و كذا للقصة التي قام بنشرها سابقاً و التي كانت بذات تفاصيل هذه الجريمة. 

كيف أقنع عائلته بالتستر على أمره:

* الإحتمال الأول هو أن العائلة شهدت الأمر أي النزاع بينهم و وفاتها فقرروا التستر على ابنهم حتى لا يتم اعدامه أو سجنه بالقتل الغير متعمد. 

* الإحتمال الأخر هو أنه قد يمتلك حقاً شخصيتاً سايكوباتية، و هذا يجعل منه شخص قادر على الإقناع و هو ما يتميز به الشخص ذو العقلية السايكوباتية، فأقنعهم إما بادعاء انه الضحية الحقيقية تجاه عائلته مما دفعهم لتصديق الأمر _ أنه الضحية _ إن أخذنا الإحتمال السابق أن أخته كشفتهُ في أمرٍ ما و حاول التخلص منها حتى لا يتم كشفه. أو أنه قام بقتلها دون معرفة أهله بلأمر فأقنعهم فيما بعد بحجة غيابه و خوفه من المجتمع ما دفع عائلته لتصديقه و التستر عليه خوفاً من إيذاء المجتمع له،و نسيان القضية الحقيقية.

رواية الانتحار تواجه رفضاً واسعاً شعبياً وطبياً، خاصة مع وجود دلائل غير اعتيادية مثل الجروح العميقة، كدمات الوجه والرقبة، تعطّل الكاميرات، وتأخر الإبلاغ.

التحقيق الرسمي لا يزال مستمراً بمتابعة حكومية وقضائية مباشرة، مع وعود بكشف نتائج الطب العدلي قريباً.

و الإحتجاجات لازالت مستمرة في العراق و على السوشيال ميديا في أنحاء الوطن العربي، اتصبح قضية رأيٍ عام في أنحاء الوطن العربي.