البرلمان الفنزويلي يعلن مسعى لسحب البلاد من اتفاقية روما ويتهم الولايات المتحدة بضربات بحرية قتلت العشرات

البرلمان الفنزويلي يعلن مسعى لسحب البلاد من اتفاقية روما ويتهم الولايات المتحدة بضربات بحرية قتلت العشرات

AP News

أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي، خورخي رودريغيز، أن الجمعية الوطنية ستعرض مشروع قانون يهدف إلى إلغاء المرسوم الذي صادق بموجبه البلد على اتفاقية روما وتطبيق اختصاص المحكمة الجنائية الدولية (ICC)، في خطوة تقول الحكومة إنها رداً على ما وصفته بـ«ازدواجية المعايير» في عمل المحكمة. وقد أُقرّ المشروع في قراءته الأولى داخل البرلمان وأحيل إلى لجان لصياغته وإعداده للبحث. 

وقال رودريغيز، أثناء جلسة برلمانية عُقدت على خلفية تحقيقات داخلية، إن مؤسسات دولية كثيرة تحولت إلى أدوات سياسية، وإن على السلطات اتخاذ إجراءات سيادية لحماية البلاد. وأعلنت الجمعية مؤقتاً تأجيل جلسة استثنائية كانت مخصصة لتشكيل لجنة تحقيق في ضربات بحرية استهدفت زوارق قبالة السواحل الفنزويلية. 

اتهامات لواشنطن وخسائر بشرية

حكوميّاً، اتهمت كاراكاس القوات الأمريكية بشن سلسلة ضربات على زوارق في البحر الكاريبي خلال الأشهر الماضية، وقالت إن هذه العمليات حوّلت البحر الكاريبي إلى مكان للرعب والترهيب. وتستخدم الحكومة هذه الحملة لتبرير قرارها التشريعي ضد المحكمة والدعوة إلى انسحاب فعلي من نظام روما. تقارير دولية جمعت أرقاماً تفيد بأن قوات الولايات المتحدة نفذت منذ سبتمبر عشرات من الضربات البحرية التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى — وذكرَت تقارير صحفية أن إجمالي القتلى في تلك العمليات يصل إلى نحو 80 شخصاً أو أكثر. 

المتحدثون الرسميون الفنزويليون طالبوا بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في ملابسات الضربات وقراءة أرقام الضحايا، بينما تصر واشنطن على أن عملياتها كانت موجّهة ضد زوارق ومجموعات مرتبطة بتجارة المخدرات بحسب ما تزعم، وبموجب تفويضات مكافحة تهريب المخدرات واعتبار بعض المجموعات كمنظمات إرهابية أجنبية. المحلّلون القانونيون يشيرون إلى تعقيدات قانونية حول شرعية واستهداف مثل هذه العمليات خارج حدود الدول. 

نقد لمنح نوبل ومحور الاتهامات الدبلوماسية

وفي سياق متصل أثار منح جائزة نوبل للسلام 2025 لزعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو ردود فعل غاضبة من الحكومة الفنزويلية؛ إذ اتهمت قيادات رسمية لجنة نوبل بتشويه السلام، ومنحت تصريحات انتقادية لِمَن ربطوا بين فوز ماتشادو ودعوات علنية سبق أن صدرت عنها بتأييد مواقف إقليمية أو اتصالات مع قادة خارجيين. وذكرت تقارير رسمية وإعلامية أن ماتشادو أجرت اتصالاً مع رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب فوزها، وهو ما استغله خصومها في هجومهم السياسي. 

ماذا يعني الانسحاب من اتفاقية روما؟

قانونياً، ينصُّ نظام روما على إجراءات للانسحاب من المعاهدة، لكن انسحاب دولة لا يحيط بالتحقيقات أو الجرائم المزعومة التي ارتُكِبت أثناء الفترة التي كانت فيها الدولة طرفاً في النظام؛ أي أن خطوات فنزويلا التشريعية قد تمنع إخضاعها لاحقاً للاختصاص المستقبلي للمحكمة عن أحداث لاحقة، لكنها لا تلغي بالضرورة أي تحقيقات جارية تتعلق بفترة العضوية السابقة. كما ستكون لهذه الخطوة انعكاسات دبلوماسية وإعلامية إقليمية ودولية ويُتوقع أن تثير رداً من دول وأجهزة دولية معنية بحقوق الإنسان والقانون الدولي.