الفل اللحجي.. زهرة العطر والتراث الجنوبي الأصيل

الفل اللحجي.. زهرة العطر والتراث الجنوبي الأصيل

خاص

محور بلس

في لحج الخضيرة، تلك المدينة التي تُعرف بـ“جنة الجنوب”، تتفتح زهور الفل لتروي حكاية عراقة التاريخ وجمال الطبيعة. فهو ليس مجرد زهرة بيضاء ناصعة، بل رمز للحب والصفاء والكرم، ارتبط اسمه بتراث المنطقة وثقافتها الشعبية.

أصل الفل اللحجي

عرفت لحج بزراعة الفل منذ قرون، بفضل مناخها المعتدل وتربتها الخصبة التي ساعدت على إنتاج أفضل أنواع الفل في اليمن والجزيرة العربية. وأصبح الفل جزءاً لا يتجزأ من الهوية اللحجية، حتى ارتبط اسمه بالمدينة ليُعرف بـ“الفل اللحجي” تمييزاً له عن غيره.

استخدامات تراثية واجتماعية

لا يمر يوم في لحج دون أن تزيّن أكاليل الفل الأعناق والرؤوس، خاصة في المناسبات الاجتماعية والأعراس. كما يقدّم الفل كهدايا رمزية تعبيراً عن المحبة والاحترام. وتشتهر النساء بصناعة “الريالات” و“الأكاليل” والجدائل الطويلة التي تحمل عبقاً يفوح أينما وُجدت.

رمزية ثقافية وفنية

حضر الفل في الشعر والغناء اللحجي، حيث تغنّى به الفنانون الكبار مثل فيصل علوي وأحمد فضل القمندان، ليصبح رمزاً للجمال والحنين. يقول القمندان في إحدى قصائده الشهيرة:

ياناسيالفلوريحهوالريحان…

في إشارة إلى ارتباط الفل بالذكريات العاطفية وروح الأصالة.

زراعة وصناعة

يزرع الفل اللحجي في حدائق خاصة أو مزارع صغيرة، ويُعتنى به بعناية فائقة ليحافظ على بياضه الناصع ورائحته الفوّاحة. وتشكّل هذه الزراعة مصدر رزق للعديد من الأسر، حيث يتم بيعه صباحاً طازجاً في الأسواق والطرقات.

حاضر الفل ومستقبله

رغم التحديات التي واجهتها لحج خلال السنوات الأخيرة، ما زال الفل يحتفظ بمكانته، ويشكّل رمزاً للأمل والجمال المستمر. بل إن هناك مبادرات شبابية لإحياء زراعته وتصديره كمنتج تراثي يعكس هوية المحافظة.