الشركات الصينية تسيطر على سوق توربينات الرياح العالمية بحلول عام 2034
تشهد صناعة طاقة الرياح العالمية تحوّلاً استراتيجياً لصالح الشركات الصينية، إذ توقّع تقرير حديث أن تهيمن على ثلثي سوق توربينات الرياح بحلول 2034 بقدرة تتجاوز 1 تيراواط. ويعود ذلك إلى النمو الضخم داخل الصين، وتكاليف التصنيع المنخفضة، والتوسع في أسواق مبادرة الحزام والطريق. في المقابل، تواصل الشركات الغربية مثل فيستاس وسيمنس جاميسا الحفاظ على أسواقها التقليدية في أوروبا وأميركا الشمالية، خصوصاً في مجال الرياح البحرية. ويعكس هذا التوازن سباقاً بين الشرق الذي يراهن على الحجم والتوسع، والغرب الذي يركز على القيمة والكفاءة.

خاص
محور بلس
تستعد صناعة طاقة الرياح العالمية لمرحلة فارقة قد تعيد رسم ملامح المنافسة بين الشرق والغرب، إذ يتوقع أن تمسك الشركات الصينية بزمام المبادرة خلال العقد المقبل، وتفرض هيمنتها على ثلثي سوق توربينات الرياح عالمياً.
وبحسب تقرير حديث أصدرته شركة الأبحاث وود ماكنزي واطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، فإن الشركات الصينية المُصنّعة للمعدات الأصلية (OEM) ستتجاوز قدرتها التراكمية 1 تيراواط بين عامي 2025 و2034، مستفيدة من النمو المحلي الضخم داخل الصين، والتوسع المنهجي في الأسواق الدولية، خصوصاً تلك المرتبطة بمبادرة الحزام والطريق.
قفزة صينية غير مسبوقة
خلال العام الماضي، شهدت سوق توربينات الرياح تشغيل 121.6 غيغاواط جديدة، لتسجل رقماً قياسياً للسنة الثانية على التوالي، وكان النصيب الأكبر منها لصالح الصين.
وقد حجزت 6 شركات صينية أماكنها ضمن قائمة أكبر 10 مصنعين عالمياً، فيما سيطرت 4 منها على المراتب الأولى للمرة الأولى في تاريخ الصناعة، متجاوزة منافسيها الأوروبيين والأميركيين.
وتوقّع التقرير أن تتصدر شركتا غولد ويند (Goldwind) وإنفيجن (Envision) المشهد بقدرة تفوق 200 غيغاواط لكل منهما خلال العقد المقبل، فيما تواصل شركات مثل مينغ يانغ (MingYang) وويندي (Windey) تعزيز موقعها بين الخمسة الكبار عالمياً.
الغرب يحافظ على أسواقه
رغم التراجع في الحصة العالمية، لا تزال الشركات الغربية قادرة على الحفاظ على أسواقها الأساسية. فقد أكد التقرير أن شركات مثل فيستاس (Vestas) وسيمنس جاميسا (Siemens Gamesa) ونوردكس (Nordex) ستواصل النمو، مدعومة بشبكات العلاقات القوية وإجراءات الحماية التجارية، لتبقى حصتها في أوروبا وأميركا الشمالية فوق 95%.
وفي مجال الرياح البحرية، تحتفظ فيستاس وسيمنس جاميسا بسيطرة تقارب 92% من السوق خارج الصين، لكن دخول شركات صينية مثل مينغ يانغ بدأ يغير قواعد اللعبة، خصوصاً مع خبرتها في التوربينات العائمة الضخمة.
تنافس على الحجم والقيمة
اللافت أن المنافسة بين الصين والغرب لم تعد مجرد سباق على الحصة السوقية، بل أصبحت مواجهة بين استراتيجيتين:
-الصين: تركز على التوسع وزيادة حجم التوربينات، حيث يُتوقع أن تمثل التوربينات البرية بقطر دوارات يفوق 220 متراً نحو 81% من الربط بالشبكة خلال العقد المقبل، إضافة إلى توربينات بحرية تتجاوز قدرتها 20 ميغاواط.
-الغرب: يركز على تحقيق أقصى عائد من التوربينات الحالية وتحسين الكفاءة، معتمداً على القيمة المضافة بدلاً من الحجم الضخم.
سوق يتسع للجميع
مع توقع تضاعف الطلب على طاقة الرياح البحرية بنسبة 84% حتى 2034، يبدو أن ساحة المنافسة ستبقى مفتوحة أمام عمالقة الصناعة، سواء كانوا صينيين يسعون لتوسيع حضورهم الدولي، أو غربيين يحاولون الحفاظ على ريادتهم التقنية في الأسواق المتقدمة.
ومع تسارع التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة، يبدو أن الرياح ستهب في العقد المقبل من الشرق، حاملة معها ثورة صينية في سوق الطاقة المتجددة.