السلطة المحلية في البريقة تعلن المديرية منطقة منكوبة وتطلق نداء استغاثة عاجل

محور بلس
في مشهد مأساوي لم تشهده مديرية البريقة منذ سنوات طويلة، أعلنت السلطة المحلية في المديرية، اليوم السبت، البريقة منطقة منكوبة رسمياً، عقب الأضرار الكارثية التي خلفتها السيول الجارفة المتدفقة من محافظة لحج إلى ساحل الحسوة بفعل المنخفض الجوي العنيف الذي ضرب عدن وعدداً من المحافظات المجاورة.
خسائر بشرية ومادية جسيمة
ووفقاً لبيان صادر عن السلطة المحلية، فقد أدت الأمطار الغزيرة والسيول المتدفقة منذ فجر اليوم إلى دمار واسع وأضرار فادحة شملت:
• انهيار كلي لعشرات المنازل وتشريد ساكنيها، إلى جانب تضرر مئات المنازل الأخرى جزئياً.
• مئات الأسر أصبحت بلا مأوى بعد أن فقدت كل شيء، بما في ذلك الغذاء والملابس والمقتنيات الأساسية.
• محاصرة عشرات الأسر داخل منازلها في منطقة الحسوة، مع غمر المياه لبعض المنازل بالكامل.
• تقطع عشرات الأسر في مدينة إنماء بعد انقطاع الطرق المؤدية إليها، وعدم تمكنهم من العودة إلى منازلهم.
• تسجيل وفيات وإصابات نتيجة الغرق والانهيارات المفاجئة للتربة.
• جرف السيول لعشرات السيارات وباصات النقل، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية، بما في ذلك شبكة الطرق.
• انقطاع الطريق الرئيسي المؤدي إلى المديرية بشكل كامل منذ ساعات الصباح وحتى لحظة إعداد التقرير.
• غمر مياه السيول للشوارع والأحياء واختلاطها بمياه الصرف الصحي، ما زاد من معاناة المواطنين ورفع احتمالية تفشي الأوبئة.
موقف درامي للسلطة المحلية
وفي خضم هذه الكارثة، تعرض مدير عام المديرية الدكتور صلاح الشوبجي ومرافقيه لحادث خطير أثناء مشاركتهم في جهود الإنقاذ، حيث جرفت السيول السيارة التي كانت تقلهم في الوادي الكبير أثناء محاولة إنقاذ مواطن عالق.
ونجا الشوبجي ومرافقوه في اللحظة الأخيرة، في مشهد يعكس خطورة الموقف الذي تعيشه البريقة حالياً.
نداء استغاثة عاجل
وأكدت السلطة المحلية أن الوضع في البريقة كارثي وخارج عن السيطرة، وأن الإمكانيات المتاحة محلياً عاجزة عن مجاراة حجم الكارثة، ما دفعها إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل موجه إلى:
• منظمات الأمم المتحدة.
• المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية.
• الجهات الحكومية والمانحة والداعمة.
وطالبت هذه الجهات بالتدخل الفوري عبر توفير:
• مأوى طارئ للأسر المنكوبة.
• حقائب إيواء متكاملة تشمل البطانيات والفرش والمستلزمات الأساسية.
• مواد غذائية عاجلة للأسر المتضررة.
• دعم لوجستي ومعدات إغاثة لمساندة فرق الإنقاذ والإجلاء.
• آليات ومضخات لشفط المياه الراكدة منعًا لتحولها إلى بؤر للأمراض والأوبئة.
جهود متواصلة رغم الصعوبات
وأوضحت السلطة المحلية أن فرق الإنقاذ والإغاثة تواصل عملها بمشاركة مختلف الجهات المحلية والمتطوعين، عبر محاولة فتح مجاري السيول، شفط المياه، رفع المخلفات، وإنقاذ العالقين، إضافة إلى حصر الأضرار التي لحقت بالأرواح والممتلكات العامة والخاصة.
وأكدت أن هذه الجهود تجري تحت إشراف مباشر من مدير عام المديرية الدكتور صلاح الشوبجي، ومتابعة حثيثة من محافظ عدن وزير الدولة الأستاذ أحمد حامد لملس، إلا أن حجم الكارثة الإنسانية المتسارعة يفوق قدرات أي تدخل محلي، ويستدعي استجابة إنسانية عاجلة ومنسقة لإنقاذ الأرواح والتخفيف من حجم المأساة.
كارثة إنسانية تتطلب تدخلاً عاجلاً
واختتم البيان بالتأكيد على أن ما تشهده مديرية البريقة ليس مجرد أزمة طارئة، بل كارثة إنسانية متكاملة الأركان، تستدعي تحركاً عاجلاً من جميع الجهات ذات العلاقة، مشددة على أن حياة آلاف الأسر في خطر داهم، وأن كل دقيقة تأخير في الاستجابة قد تزيد من حجم الخسائر البشرية والمادية.