الصين تعزز نفوذها الدولي وسط تحركات لبناء تكتل موازٍ للغرب

الصين تعزز نفوذها الدولي وسط تحركات لبناء تكتل موازٍ للغرب

BBC News

شهدت الساحة الدولية في الأيام الماضية تحركات صينية لافتة تعكس سعي بكين لتوسيع نفوذها و بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب في مواجهة الهيمنة الغربية.

ففي قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي عُقدت مطلع سبتمبر 2025، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن مبادرات اقتصادية كبرى، بينها إنشاء بنك تنموي جديد، و تعزيز استخدام العملة الصينية (اليوان) في التبادلات التجارية، إلى جانب توسيع التعاون في مجالات الطاقة المتجددة و البنية التحتية. القمة جمعت قادة بارزين من روسيا و الهند و دول أخرى، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتقوية جبهة "الجنوب العالمي".

و في 3 سبتمبر، أقامت الصين أكبر عرض عسكري في تاريخها بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في رسالة رمزية فسّرتها تقارير دولية بأنها تحدٍ مباشر للغرب. العرض استعرض قدرات متقدمة مثل الصواريخ فرط الصوتية والطائرات المسيّرة.

ردود الفعل الغربية جاءت سريعة، إذ وصفت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي هذا المشهد بأنه "تحدٍ للنظام الدولي القائم". فيما رأت صحيفة الغارديان أن السياسات الأميركية في عهد دونالد ترامب ساهمت في تعزيز تقارب الصين مع روسيا و كوريا الشمالية، ما يرسّخ اتجاهًا نحو تكتلات مضادة للغرب.

و بينما لا يوجد حتى الآن تحالف عسكري رسمي تقوده بكين، فإن مؤشرات التعاون الاقتصادي و السياسي و العسكري مع قوى كبرى كروسيا و الهند و إيران تعزز فرضية صعود تكتل عالمي جديد قد يعيد رسم موازين القوى على الساحة الدولية.