صوت صدح في وجه الفساد المستشري

استقالة الاستاذ سالم ثابت هي شكل من أشكال الاحتجاج على الفساد الذي صار "الاصل في ادارة البلد" واعطت صوتا صارخا للجميع بان افيقوا وتكاتفوا ضد غول الفساد قبل ان تخسروا كل شيء طالما هو متغوّل في كل المؤسسات والهيئات.

 لن يجد أحد اي مدخل فساد او غيره من اساليب "اللعب على البيظة والحجر" ضد الاستاذ سالم ثابت فهو شاب نظيف اليد واللسان يحمل حلم تغيير وشفافية ومحاولة جادة لغربلة هيئة الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني التي كثر حولها القيل والقال عن اخطبوطية الفساد فيها والثابت انه "لا دخان دون نار".

 تقديم استقالته في ظل تعتيم كامل خلال الفترة الماضية لا يعفي اي طرف من عرقلة عمله ، ولا ندري كيف سيتم محاربة الفساد المعشعش الذي صار "دولة" ليس في هيئة الأراضي بل في كل المؤسسات والهيئات فاذا كان مصير من تصدى له الاحباط ويُترك من يتصدى له وحيدا ويخذله الجميع ثم يستقيل فكيف لنا أن نضع حدا "لهومره الفساد" التي يبدو أنها صارت ارث تحافظ عليه اللوبيات ورعاتها ولديها من القوة ماتقمع بها من يتصدى لنفوذها ومصالحها.

ان استقالة الاستاذ سالم ثابت فضحت كل المتاجرين بالأراضي وعرّت مصداقيتهم فالرجل انتصر لقيمه الاخلاقية التي غُرِست في ضميره اولا ثم انتصر لقيم الحق والثوابت والقيم الوطنية التي ينتمي لها ويعمل من اجل انتصارها.

 يجب عدم قبول استقالته بل على الجهات التنفيذية تمكينه من تأدية واجبة المهني والوطني لان هذه الهيئة أعتى قلاع الفساد واذا انتصر الفساد فيها ستعزز بقية قلاع الفساد وحينها نقول لأي اصلاح او تغيير : "عليه العوض ومنه العوض".

9سبتمبر 2025م