التشابه بين الحياة في بلادنا وموسوعة غينيس للأرقام القياسية
أعلم أن العنوان غريب وغير منطقي، لكنه منطقي من منظوري الشخصي، وهذا يكفي لكي أكتب.
في غينيس:
من يريد أن يدخل رقمه القياسي في الموسوعة،عليه أن يدخل موقع الموسوعة ويدفع مبلغًا لكي يقدّم طلبًا، ثم ينتظر حتى يتم قبول الطلب أو رفضه. وإن تم قبوله، يدفع المتقدم مبلغًا بالدولار للجنة التي ستقيم عمله وكل تكليفها. وعندما يكون رقمه القياسي حقيقيًا، عليه أن يدفع مبلغًا ماليًا ثمن الشهادة التي ستقدمها له الموسوعة كشهادة تقديرية.
وكذلك هي الحياة في بلادنا: كل شيء ندفعه، ولا تتدخل الدولة في شيء، كأن الدولة مجرد شخص في البلد لا غير. بل ندفع لها الضرائب، هذا إن كان لدينا محل أو شيء ما.
تخيلوا أننا نتوافد كالحجاج إلى مصلحة الأحوال المدنية أو الهجرة والجوازات. نبدأ بدفع المعاملات ونحن على ظهر السيارة، ونعبر، ندفع وندفع، ويتم تحويلك من مكتب إلى آخر، لا لشيء ولكن لكي تدفع وتخوض غمار الزحمة، تخترق صفوف الحشود التي تشعر بأنك في أداء مناسك الحج: من مكتب إلى آخر وإجراءات معقدة للغاية.
وعند انتهاء الإجراءات بعد عراك مرير وخسارة أموال،عليك أن تنتظر عدة أشهر كأقل تقدير، يا صديقي.
وكل هذه المعاناة لتحصل في الأخير على هوية تثبت أنك شخص ينتمي إلى هذه الدولة.
هنا تكمن الكارثة: أي دولة؟
أنا من قمت بدفع كل شيء،وأنا من يوفر لنفسي كل شيء، بل أنا أساعد الدولة في شراء أثاث مكاتبها، وبالآخير أحصل على هوية إثبات أني شخص أنتمي إلى هذه الدولة. شيء مضحك ومبكي في نفس الوقت.
هل تعلمون في اليابان ????????؟ في كل مطار توجد عدة آلات تعطيك جوازًا أو هوية في دقيقة. اذهب إليها ستأخذ لك صورة وتتعرف على معلوماتك وتخرج لك هوية جاهزة بكل بساطة.
اللصوص في كل مكان، حالتهم يُرثى لها. ولكن في بلادنا، اللصوص لا يلبسون ملابس ممزقة ويمسكون بخنجر وهم متسخين، لا! في هذه البلاد يأتي اللص يلبس أفخم ماركة، في موكب تحفة: الأطقم والمدرعات، كأنه قديس نزل من السماء.
علي الترياق