تقرير خاص: منحة النفط السعودية تُعيد تشغيل المصافي السورية وترفع قدرة التكرير
منصة الطاقة المتخصصة
محور بلس
كشف مسؤولون في قطاع الطاقة السوري عن أرقام غير مسبوقة تتعلق بحجم استهلاك البلاد من النفط الخام، وذلك بالتزامن مع وصول الدفعة الثانية من منحة النفط السعودية التي تُعدّ الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين في قطاع الطاقة.
2.5 مليون برميل شهرياً.. أرقام تكشف واقع الاستهلاك
أكد الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول، يوسف قبلاوي، أن سوريا تحتاج شهرياً إلى نحو 2.5 مليون برميل من النفط الخفيف لتوفير احتياجات مصفاة بانياس، وهي أكبر مصفاة في البلاد.
ورغم ذلك، تعمل المصفاة حالياً بطاقة 95 ألف برميل يومياً فقط بسبب تهالك البنى الداخلية، في حين تبلغ القدرة الإجمالية لكل من مصفاتي بانياس وحمص نحو 130 ألف برميل يومياً، ما يعكس حجم الاستهلاك اليومي الفعلي داخل سوريا.
منحة سعودية تضمن الاحتياجات حتى نهاية العام
وصول الشحنة الثانية من المنحة السعودية – والبالغة مليون برميل من الخام – مساء الأحد 23 نوفمبر 2025، رفع إجمالي الدعم إلى 1.659 مليون برميل.
ووفق قبلاوي، فإن هذه الكميات تكفي احتياجات سوريا حتى نهاية ديسمبر المقبل، بينما تعتمد باقي الاحتياجات على إنتاج الحقول المحلية من النفط الخفيف.
خليط نفطي متطابق مع متطلبات التشغيل
تضمنت الشحنة الأخيرة وصول ناقلة النفط “RELIABLE WARRIOR” إلى ميناء بانياس محملة بخام ثقيل ممزوج بمكثفات، تم تحميل 209.6 ألف برميل من الخفجي وإضافة 808.07 ألف برميل من رأس تنورة، لخلق خليط يتوافق تماماً مع اشتراطات التشغيل في مصفاة بانياس.
وتُظهر البيانات أن الشحنتين حملتا خام الحوت من الخفجي مع مكثفات من رأس تنورة للحصول على لزوجة وكثافة مثالية لوحدات التكرير السورية.
تعزيز الإنتاج وتخفيف الضغط على السوق
بحسب وزارة الطاقة السورية، فإن المنحة ستُسهم في:
• رفع معدلات تشغيل المصافي.
• إنتاج المزيد من المشتقات الحيوية مثل البنزين والديزل والكيروسين.
• تخفيف الضغط على السوق المحلية خلال فصل الشتاء.
• تأمين وقود لقطاعات أساسية كالكهرباء والصناعة.
كما أكد وزير الطاقة محمد البشير أن هذه المنحة تأتي ضمن اتفاق تم توقيعه مع المملكة العربية السعودية في سبتمبر 2025، واصفاً الدعم بأنه “يعكس عمق الروابط الأخوية بين البلدين”.
خطوة غير مسبوقة في تاريخ الطاقة بين البلدين
بحسب منصة الطاقة المتخصصة، تُعد هذه المنحة أول تدفق للنفط الخام السعودي إلى سوريا في تاريخ قطاع الطاقة السوري، ما يجعلها خطوة استراتيجية تسهم في دعم استقرار منظومة الوقود السورية وإعادة تنشيط البنية التكريرية.




