صهاريج عدن… أسطورة الماء التي تتحدى الزمن

صهاريج عدن… أسطورة الماء التي تتحدى الزمن

DW


محور بلس

على سفوح الجبال التي تعانق مدينة كريتر، تقف صهاريج عدن التاريخية كحارس صامت يروي حكايات آلاف السنين. هنا، بين الصخور الصلبة والممرات المنحوتة بدقة، صاغ الإنسان معجزة معمارية سبقت عصرها، وظلت شاهدة على عبقرية من بنوها، وعلى عطش مدينة لا تنام.

في خطوة تعكس مكانتها الفريدة، أعلنت منظمة الألكسو – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – إدراج صهاريج عدن في قائمة التراث العربي المعماري والعمراني، وذلك خلال الاجتماع العاشر لمرصد التراث المعماري والعمراني الذي عُقد في بيروت. خطوة اعتبرتها حفيظة الشيخ، الأمين العام للجنة اليمنية للتربية والثقافة والعلوم، ثمرة تعاون بين اللجنة، وهيئتي الآثار والمتاحف، والجهات المحلية في عدن.

هذه الصهاريج التي كانت يوماً شريان الحياة للمدينة، يُقدّر أن عددها في الماضي بلغ 55 صهريجاً، لم يبق منها اليوم سوى 18 فقط، لكنها قادرة على استيعاب نحو 20 مليون جالون من الماء. كانت تتصل بشبكات ري وسقيا تمتد حتى المزارع والبيوت، لتغدو شرياناً نابضاً بالماء والحياة.

لا أحد يعرف على وجه الدقة متى بدأ تشييدها، لكن المراجع التاريخية تلمّح إلى أن عمرها يمتد إلى ما قبل الميلاد. ومع مرور الزمن وتطور شبكات المياه، تراجعت أهميتها، وتعرضت أجزاء منها للإهمال، قبل أن تعود السلطات المحلية مؤخراً للاهتمام بها وصيانتها، ليس فقط كمعلم سياحي، بل كخط دفاع طبيعي يحمي المدينة من الفيضانات والسيول.

اليوم، مع هذا الإدراج في قائمة التراث العربي، تستعيد صهاريج عدن جزءاً من وهجها التاريخي، وتفتح صفحة جديدة في كتاب عمرها الطويل… كتاب كُتب بالحجر، وروته المياه، وحفظته الجبال.