حوار صحفي مع الرسامة سُمية ناصر: مشاركة العقول المتذوقة للفن يضفي على العمل الفني رونقً و معنى بمختلف الوجهات

سُمية ناصر محمد من مدينةِ حضرموت رسامةٌ تبلغُ من العُمرِ 23 عام، مُقيمةٌ في مدينة عدن. لديها ما يكفي من الفنِ ليجعلها تُحلقُ كالفراشة، و في تعبيرها عن الرسمِ تقول: " الرسمُ هوايتي المُفضلةَ و مساحتي للتفريغِ و التفردِ في عوالمٍ شاسعةٍ، في خيلاتٍ تُشبهُني و أُشبِهُها، الرسمُ مُتنفسي كلما ضاقت الحياةُ بي ذرعاً ".
| كان هذا الحوار: مع شيماء عبدالملك.
* كيف كانت بدايتك بالرسم؟
بدايتي كانت منذ الطفولة أحب أن أحفظ الحروف عن طريق التلوين و كل حرف بلونهِ المميز و رسم الفواكه و اللوحات البسيطة ثم أهملت الرسم لفترة و عدتُ إليه في فترة الثانوية بشغف أكبر و أصبحت أفتح لنفسي آفاق واسعة بهذا المجال و طورت أكثر من مهاراتي بالممارسة.
* لديك طرائق متعددة بالرسم، اذكريها لنا.
هناك عدد منها و المغزى الاساسي من حبي للفن بأنواعه هو خوض التجربة لكل جديد و دمج عوالم مختلفة لتنتج لوحة باذخة بالألوان و نقوش عميقة المعنى..فلا أكتفي بالورق والاقلام لذا أُحلق بالريشة على القماش تارةً.. و أشكل و أخلط بموادٍ قابلةٍ للتشكيل و التصلب و أنحت ما راق لي فيها..فمنها أرسمُ بأقلام الفحم و الإكريلك و القهوة الألوان المائية.
* أي تلك الطرائق تعتقدين أنها الأسهل، و أيهُم المُفضل لديك؟
كل الطرائق صعبة وكل لوحة تاخذ وقتها و جهدها مهما كان حجمها و خامتها، في كل اسلوب رسم استخدمه، فلا استطيع القول عنه بأنهُ سهل.
و كذا لا استطيع حصر اعجابي بطريقة معينة فكما سبق و أشرت انني احب التجربة و في كل مرة اطمح بانتاج عمل فني جديد بطريقة جديدة. أما بالنسبة للمفضلة لدي فأنا أستمتع بالطريق و الخوض و التجربة و الاكتشاف أكثر من النتيجة ذاتها لذا فجميعها مفضلةٌ لديّ .
* كيف اكتشفت موهبتك بالرسم بكُلٍ مِن الألوان المائية أو الفحم أو القهوة؟
حب التغيير و الغوص في الذوات من حولي الذي فُطرت عليه ؛ يحثني في كل مرة على التعمق اكثر بالفن و إظهار بأكثر من شكل و خامة.
فالرسم بالقهوة بدايتها كانت عند استديو صدى الإبداع للمايسترو محمد القحوم عندما تواصل معي و طلب لوحة تخص الاستديو و كانت مثل مبادرة فنية اشترك فيها مجموعة من الفنانين و أحببت أن أتميز بأسلوب و شكل جديد فني فقررت الرسم بالقهوة للوحة تضم إمراة من بادية حضرموت خلفها نافذة تراثية من نوافذ البيوت الطينية.
و بالطبع واجهت صعوبة بالغة و كان تحدي بوقت محصور و حجم اللوحة كان كبير جداً بالنسبة للأحجام اللي اعتدت أن ارسم عليها، شعرت بنوع من التهور و التحدي لكن كانت النتيجةُ مرضية و الحمدلله، بعدها أعدت رسم نفس اللوحة بشكل احترافي أكثر في مشاركتي بمعرضٍ أقامتهُ الجامعة .
* الرسم على القُماش يبدو خطوةً قوية، كيف كانت بدايتك بذلك؟
بدايتي عندما قررت صنع حقيبة لنفسي بتصميم خاص يُشبهني ف قررت الرسم على القماش و خوض تجربة فريدة من نوعها.
* من أين تستمدين إلهامك في الرسم؟
من حولي من الجماد و الطبيعة من مد النظر الى الأفق كما لو انه معبر إلى خيالات تخصني فقط..فكلما سرحت بما أعيش و بما أطمح تطرأ لي فكرة جديدة و تجربة جديدة.
* هل شاركتِ في معارض فنيةٍ من قبل؟ و كيف كانت تجربتك؟
نعم شاركت في عدة معارض وإذا صحَ التعبير فهي أول من فتح لي أبوابً عدة للتطوير من نفسي ، فمشاركة العقول المتذوقة للفن يضفي على العمل الفني رونقً و معنى بمختلف الوجهات.
فلكل متذوقٍ نظرته الخاصة للعمل و تحليله الخاص، التجربة كانت رائعة تبعاً للجهة المؤسسة للمعرض، إلى أنَ المعارض مؤخراً اصبحت تُتاجر بأفكار الشباب و تستغل موهبتهم.
* ما أكثر عمل فني تعتزين به و لماذا؟
لوحة الطاحونة
لقد رسمتها بتحديٍ و شغفٍ بالغ بالفوز و كانت ناتجاً لفلسفةٍ وجدتها ضرورةً في الواقع العدني و صمتًا جارحًا في خيرات أرضه و ثرواته المنسية.
* هل تفكرين بتحويل فنك إلى مشروع تجاري في المُستقبل مثل بيع اللوحات؟
في الواقع سبق و أن أقبلت على هذة الخطوة لكن إلى الأن لم أجد من يُقدر مجهود الفنان في عمله الفني بهناوةٍ و رُقي كما في مُدن الجوار أقلها. فلا يزال الوعي بالفن في بلادي جنوباً و شمالًا متنامي للغاية و في أحيانٍ نادرة نجدُ من يُقدر الفن الحُر و اللوحات المفتوحة .