“هيونداي” ترفع استثماراتها في أميركا إلى 26 مليار دولار بعد قمة ترمب – لي

“هيونداي” ترفع استثماراتها في أميركا إلى 26 مليار دولار بعد قمة ترمب – لي

خاص

محور بلس

في خطوة تعكس عمق الشراكة الاقتصادية بين سيؤول وواشنطن، أعلنت مجموعة “هيونداي موتور” الكورية الجنوبية عن رفع حجم استثماراتها في الولايات المتحدة إلى 26 مليار دولار حتى عام 2028، بزيادة قدرها 5 مليارات دولار عن خطتها السابقة.

وتتضمن الحزمة الاستثمارية إنشاء مصنع جديد للصلب في ولاية لويزيانا، وتوسيع خطوط إنتاج السيارات، إضافة إلى منشأة متطورة للروبوتات بطاقة إنتاجية تصل إلى 30 ألف وحدة سنوياً، ما سيوفر نحو 25 ألف وظيفة جديدة في السوق الأميركية.

هذا الإعلان جاء بعد ساعات من القمة الأولى التي جمعت الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ ونظيره الأميركي دونالد ترمب في واشنطن، حيث ناقش الجانبان ملفات التجارة والأمن الجماعي وكوريا الشمالية. وبرزت دلالات اقتصادية قوية خلال الزيارة، أبرزها تعهّد ترمب بشراء سفن كورية، إلى جانب صفقات كبرى وقعتها شركات كورية أخرى، مثل “كوريان إير”التي أعلنت شراء أكثر من 100 طائرة “بوينغ” بقيمة 36.2 مليار دولار، وخطط “كوريا غاز” لزيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال.

على الصعيد التجاري، حافظت التعرفة الجمركية الأميركية على السلع الكورية عند 15%، ما جنّب سيؤول رفع الرسوم إلى 25% كما هدد ترمب سابقاً.

وضمن الاتفاقية الجديدة، التزمت الحكومة الكورية باستثمار 350 مليار دولار في الولايات المتحدة، من ضمنها صندوق ضخم بقيمة 150 مليار دولار لدعم صناعة بناء السفن الأميركية.

وتعود علاقة “هيونداي” بالسوق الأميركية إلى عام 1986، حيث ضخت المجموعة حتى الآن أكثر من 20.5 مليار دولار. أما التزامها الأخير، فيأتي في سياق مساعي كوريا الجنوبية لتهدئة التوترات التجارية وتعزيز حضور شركاتها الكبرى كلاعب رئيسي في سلاسل التوريد الأميركية.

ورغم الإعلان، شهدت أسهم “هيونداي موتور” تراجعاً بنسبة 1.1%، بينما انخفض مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي بنسبة 1%، في انعكاس لحساسية الأسواق تجاه التطورات الاقتصادية والسياسية الكبرى.

بهذا الاستثمار الضخم، تضع “هيونداي” نفسها في قلب التحولات الاقتصادية العالمية، وتؤكد على أن العلاقة الكورية – الأميركية لم تعد تقتصر على التجارة فقط، بل أصبحت شراكة استراتيجية تشمل الطاقة والتكنولوجيا والأمن الصناعي.