زيارة ترمب.. ترحيب ملكي يقابله رفض شعبي وسط لندن

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة في زيارة دولة تستمر يومين بدعوة من الملك تشارلز الثالث، و هي الزيارة الرسمية الثانية له إلى بريطانيا في فترة رئاسته الحالية، في خطوة تعكس سعي لندن و واشنطن لتعزيز علاقاتهما التاريخية.
أهداف الزيارة:
تأتي الزيارة في وقت تسعى فيه حكومة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في ملفات الأمن و الدفاع، إلى جانب توسيع الاستثمارات الأميركية داخل بريطانيا. و قد أعلنت الحكومة البريطانية أن الزيارة أثمرت عن التزامات استثمارية غير مسبوقة بقيمة 150 مليار جنيه إسترليني، تشمل قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، الرعاية الصحية، الذكاء الاصطناعي، و التصنيع، مع توقعات بخلق نحو 7,600 وظيفة جديدة.
المراسم الرسمية في وندسور:
استُقبل ترامب و زوجته ميلانيا بمراسم ملكية في قلعة وندسور، تضمنت موكباً بالعربة الملكية و حرس شرف، إلى جانب عروض عسكرية لفرق موسيقية من القوات المسلحة البريطانية. كما زار ترامب قاعة المقتنيات الملكية التي عرضت قطعاً تاريخية توثق العلاقات الأميركية – البريطانية، و وضع إكليلاً من الزهور على قبر الملكة إليزابيث الثانية في كنيسة سانت جورج. و في المساء، أقام الملك تشارلز الثالث مأدبة دولة حضرها كبار المسؤولين البريطانيين و الأميركيين، تبادل فيها الجانبان كلمات أكدت على متانة التحالف بين البلدين.
احتجاجات في شوارع لندن:
بالتوازي مع المراسم الرسمية، شهدت العاصمة البريطانية موجة احتجاجات واسعة شارك فيها آلاف المتظاهرين الذين رفعوا لافتات كُتب عليها: “المهاجرون مرحب بهم لكن ترامب غير مرحب به”. و نُظمت المظاهرات من قبل حركة " تحالف إيقاف ترمب " بدعم من منظمات حقوقية مثل أمنستي إنترناشيونال.
تجمعت الحشود في ساحة البرلمان وسط لندن، فيما نشرت الشرطة آلاف الضباط لتأمين الزيارة و التعامل مع أي توترات. و رغم تسجيل بعض الحوادث المحدودة، وصفت السلطات التظاهرات بأنها سلمية في معظمها. المحتجون انتقدوا سياسات ترامب في ملف الهجرة و العرق، إضافة إلى مواقفه المثيرة للجدل على الساحة الدولية.
بدت الزيارة في صورتين متناقضتين صورة رسمية تعكس العلاقات البريطانية الأميركية، مع وعود باستثمارات بمليارات الجنيهات و مراسم ملكية تقليدية، و صورة شعبية غاضبة تُظهر رفضاً واسعاً لسياسات ترامب، ليظل المشهد البريطاني منقسماً بين الترحيب الرسمي و الاعتراض الشعبي.