هَمْس الأحرف

 في هذا المساء المدثر بالهدوء هبّ نَسيمٌ داعب أوراق الشجر، انتبهت لصوتها الموسيقي الذي يُشعرني بالهدوء.. لكن القلق الذي أرهق جسدي وفكري 
الخوف الذي سكن فيَّ
لم تستطع سيمفونية أوراق الشجر انتشاله مني!

منذ أن كان عمري أربعة عشر ربيعاً طَرق أبواب فكري وتمكن منّي! 
خوف من اللاشيء 
قلق من اللاشيء 
فتشت بفضولٍ عن أسس جذوره، أريد قلعه بيديّ هاتين لم أجد سوى انعكاسة صورة طفلةٍ في المرآة تعتلي جسر المنزل تريد مغادرة الحياة بقفزةٍ واحدة، ضحكت ملئ شدقي ومسحت على المرآة لتظهر لي صورة فتاة لم تعد تهتم لأي شيء البتة! فتاة رسمت طريقها بنفسها بينما يقف الجميع في انتظار قطارٍ يحملهم إلى طريقٍ خطّه القدر لهم!
حَملت المرآة بهدوء خوفاً من أن تُكسر
وضعتها فيّ
انتبهت لصوت فتاة تخبرني أنها تنزعج من صوت قطرات الماء! من صوت المارة، من الضجيج، من صوت دبيب النمل.. من كل الأصوات عدا الهدوء 

تباً لكل حرفٍ تراقص على الأسطر 
آه يا حبر قلمي أنتَ حزينٌ لهذا أعلنت انتهاءك 
لكن أتعلم سأقتني قلماً سواك .. وتستمر الحياة

هُنا كاتبٌ مجنون يلفظ أنفاسه الأخيرة على هيئة كلمات