الموت الدماغي.. النهاية الصامتة التي لا عودة منها

خاص
محور بلس
عندما يُذكر الموت، يتبادر إلى الأذهان توقف القلب وتلاشي النبض، لكن هناك موتاً آخر أكثر صمتاً، لا يُرى بسهولة، ولا يُشخّص بالعين المجردة.. إنه الموت الدماغي.
ما هو الموت الدماغي؟
الموت الدماغي (Brain Death) هو حالة طبية حرجة تُعلن نهاية الحياة فعلياً، حتى وإن استمرت الأجهزة في ضخ الهواء إلى الرئتين أو ضخ الدم إلى القلب. ببساطة، هو توقف تام ودائم لكل وظائف الدماغ، بما فيها جذع الدماغ المسؤول عن أهم العمليات الحيوية في الجسم مثل التنفس، وضبط نبضات القلب، والبلع، والوعي.
ورغم أن بعض المرضى الذين يعانون من هذه الحالة يبدون وكأنهم “نائمون”، إلا أن الحقيقة الطبية القاطعة تقول: هم موتى سريرياً، لا يمكن إحياؤهم.
أسباب تؤدي إلى الموت الدماغي
تحدث هذه الحالة نتيجة انقطاع الأكسجين أو تدفق الدم إلى الدماغ، وهو ما قد ينتج عن عدة أسباب، من بينها:
-توقف مفاجئ للقلب
-سكتة دماغية أو نزيف داخلي
-إصابات الرأس الشديدة
-التهابات قاتلة مثل التهاب الدماغ
-أورام تضغط على أنسجة الدماغ
في جميع هذه الحالات، تكون النتيجة واحدة: تلف لا رجعة فيه في خلايا الدماغ، وانعدام كامل للوظائف العصبية.
علامات لا تخطئها العيون الطبية
تشخيص الموت الدماغي لا يُبنى على التخمين، بل على سلسلة من الفحوصات الدقيقة، مثل:
-عدم استجابة حدقة العين للضوء
-غياب رد الفعل تجاه الألم أو لمس القرنية
-توقف حركة العين عند تحريك الرأس
-انعدام التنفس التلقائي عند فصل جهاز التنفس الصناعي
-تخطيط دماغي يُظهر انعدام النشاط الكهربائي تمامًا
وللتأكيد، يُجري الأطباء اختبارات خاصة، مثل ضخ ماء بارد في الأذن لتحفيز حركة العين، أو ملامسة أسفل القصبة الهوائية لمعرفة ما إذا كانت هناك استجابة للسعال أو التقيؤ. عند غياب كل هذه الاستجابات، يُعلن الأطباء الوفاة الدماغية رسمياً.
هل من أمل؟
الإجابة المؤلمة: لا.
فالموت الدماغي هو موت لا رجعة فيه. لا أجهزة، ولا أدوية، ولا معجزة طبية يمكن أن تُعيد الدماغ إلى الحياة. وإذا أُوقفت أجهزة دعم الحياة، يتوقف القلب، ويتوقف كل شيء.
الغيبوبة والموت الدماغي.. فرق شاسع
كثيرون يخلطون بين الغيبوبة والموت الدماغي. لكن الفرق كبير:
-في الغيبوبة، يكون الدماغ لا يزال نشطاً جزئياً، وهناك فرصة (ولو ضئيلة) للشفاء.
-أما في الموت الدماغي، فالدماغ متوقف تماماً، ولا توجد أي إشارات حياة.
وفي الحالة الإنباتية، قد يظل المريض على قيد الحياة رغم غياب الوعي، لأن جذع الدماغ لا يزال يعمل. لكنها أيضاً تختلف كلياً عن الموت الدماغي الذي يعني – من الناحية العلمية والقانونية – نهاية الحياة.