تحذيرات سبقت الكارثة… وعدن تغرق مجدداً

خاص
محور بلس
استيقظت عدن صباح اليوم على مشهد مأساوي يتكرر كل عام تقريباً: سيول جارفة تغمر الشوارع، تدخل المساكن، وتخلف خسائر مادية وبنية تحتية مدمرة.
صورة قاسية لمدينة أنهكتها الكوارث، بينما تبقى الحلول المؤجلة رهينة الأدراج.
دراسة حذّرت بوضوح
ما جرى اليوم لم يكن مفاجئاً تماماً. قبل أقل من عام، أطلقت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية دراسة علمية معمّقة بعنوان:
“النمذجة الهيدرولوجية لتقييم مخاطر السيول وتخفيف حدتها باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلوماتالجغرافية – دراسة حالة محافظة عدن”.
الدراسة لم تكتفِ بتشخيص المشكلة، بل حللت بدقة خصائص الأحواض المائية في عدن، وقدرت أحجام السيول، وزمن تدفقها، وحددت النقاط الأكثر عرضة للخطر.
والأهم، أنها قدّمت توصيات وحلول عملية لتخفيف آثار هذه الكوارث وحماية الناس والممتلكات.
الكارثة تسبق الحلول
لكن ما بين الورق والواقع، كان الفاصل كبيراً. التحذيرات العلمية لم تجد طريقها إلى التنفيذ.
اليوم غرقت عدن من جديد، في مشهد يوثق حجم الفجوة بين الدراسات والتخطيط من جهة، والقدرة على اتخاذ القرار وتنفيذ الإجراءات من جهة أخرى.
أسئلة تفرض نفسها
• لماذا بقيت نتائج الدراسة حبيسة الأدراج ولم تتحول إلى خطط إنقاذ واقعية؟
• من يتحمل مسؤولية تجاهل تحذيرات واضحة كان يمكن أن تجنّب المدينة هذه الكارثة؟
• وهل سيبقى قدر عدن أن تعيش بين السيول والمآسي كل عام، بينما تظل الحلول مجرد أوراق بحثية؟
ما بين العلم والقرار
ما حدث اليوم يعيد التأكيد أن عدن لا تحتاج إلى مزيد من الدراسات بقدر حاجتها إلى إرادة سياسية وتنفيذية تحول التحذيرات العلمية إلى مشاريع ملموسة: شبكات تصريف، سدود حماية، خطط طوارئ.
فالكارثة باتت تتكرر كل عام، والمشهد المأساوي أصبح مألوفاً، والوقت ينفد.
السؤال الأهم الذي يردده كل مواطن في عدن اليوم:
إلى متى ستبقى مدينتنا رهينة السيول والتجاهل؟