عدن تحت رحمة الأوبئة: تفشي الكوليرا والحميات يهدد حياة الآلاف وسط غياب حكومي مقلق

عدن- محور بلس/ خاص:
تشهد مدينة عدن منذ مطلع مايو موجة تفشٍ خطيرة للحميات والأوبئة، أبرزها الكوليرا، الملاريا، وحمى الضنك، مما أدى إلى ارتفاع مقلق في حالات الإصابة والوفيات، خاصة بين كبار السن والشباب.
أرقام صادمة: آلاف الإصابات والوفيات
-أفادت مصادر طبية بتسجيل أكثر من 50 ألف حالة إصابة بالملاريا منذ بداية العام الحالي، إضافة إلى 1,000 حالة مؤكدة مختبرياً بحمى الضنك، مع تسجيل أكثر من 12 حالة وفاة بسبب الأخيرة .
-فيما يتعلق بالكوليرا، أطلقت السلطات الصحية في عدن تحذيرات عاجلة لوزارة الصحة بعد تدهور الوضع الوبائي، وتصاعد حاد في عدد الإصابات، في ظل نقص حاد في الدعم الطبي وتوقف عدد من الجهات الدولية عن تقديم المساعدات الحيوية.
أسباب تفشي الأوبئة
تعود أسباب انتشار هذه الأوبئة إلى عدة عوامل بيئية وصحية، في مقدمتها تكدس القمامة في الأحياء السكنية، وانتشار المستنقعات والبرك الراكدة، حيث تُعد بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل لهذه الأمراض، إلى جانب الطفح المستمر لمجاري الصرف الصحي، الذي حوّل بعض الشوارع إلى مستنقعات ملوثة تنبعث منها الروائح الكريهة وتحمل في طياتها خطراً كبيراً على الصحة العامة.
جهود محدودة لمكافحة الأوبئة
رغم خطورة الوضع، فإن السلطات المحلية والحكومية شبه غائبة تماماً عن المشهد، ما فاقم معاناة المواطنين، الذين وجدوا أنفسهم، في مواجهة مباشرة مع هذه الأوبئة التي فتكت بهم.
توصيات للوقاية
ينصح الأطباء وخبراء الصحة العامة باتباع عدة إجراءات وقائية، قد تساهم في تقليل معدلات الإصابة، ومنها:
-التخلص من المياه الراكدة داخل المنازل وفي الأحياء، وسد أماكن تجمعها لتقليل تكاثر البعوض.
-استخدام الناموسيات أثناء النوم، خصوصاً للأطفال وكبار السن، والحرص على ارتداء الملابس الطويلة في الليل.
-رش المبيدات الحشرية في المنازل وفي أماكن تجمع المياه والقمامة.
-تغطية حاويات المياه المستخدمة في المنازل بإحكام.
-تعقيم المياه المستخدمة للشرب والطهي وغليها عند الضرورة.
-التوجه الفوري إلى أقرب مركز صحي عند ظهور أعراض الحمى أو الصداع أو آلام المفاصل لتلقي العلاج المناسب في وقت مبكر.
ختاماً، يبقى سكان عدن في مواجهة مباشرة مع أوبئة صامتة تحصد الأرواح، في غياب تام لأي خطة طوارئ صحية أو استجابة حكومية عاجلة. وما لم تتحرك الجهات المسؤولة بشكل فوري، فإن الكارثة مرشحة للتفاقم، وقد تدفع المدينة نحو وضع صحي أكثر سوداوية.