في ذكرى 26 سبتمبر.. ثوار الحرية بين الأمس واليوم

محور بلس

بقلم: علي خالد

تحل علينا ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، تلك الثورة التي لم تكن مجرد انتفاضة ضد الظلم والاستبداد، بل كانت ميلادًا لعهد جديد من الحرية والكرامة. وفي هذه المناسبة الخالدة، لا نستحضر فقط رموز التاريخ الذين صنعوا الفجر الجديد، بل نستذكر أيضاً الأبطال المعاصرين الذين وقفوا وما زالوا يقفون في وجه الاستبداد بمختلف أشكاله، وعلى رأسه مشروع مليشيا الحوثي القائم على القمع ومصادرة الحريات.

فكما أن الثورة حملت صوت الحرية، فإن ثورة القلم والرأي اليوم تُعيد ذات الرسالة في وجه المليشيات. ونتذكر من خلالها جمال حسين، وأيمن عبيد الزبيدي، والمعارض السياسي البارز حلمي سعيد، عضو اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي دفع ثمن مواقفه غالياً. فقد تعرّض لأبشع صنوف التعذيب على أيدي الحوثيين، وقاسى مرارة الزنازين، قبل أن ينجو بنفسه من بطشهم، بعد أن أصدرت المليشيات بحقه حكماً جائراً بالإعدام، لمجرد تمسّكه بالحرية السياسية والديمقراطية، وممارسته حقه المشروع في العمل الحزبي، ومعارضة الإرهاب، والدعوة إلى السلام، والإيمان بضرورة الإصغاء إلى الرأي العام.

إن هؤلاء الأحرار الذين نجوا من براثن القتل والتصفية والأحكام الجائرة بالإعدام، يُجسّدون اليوم معنى الفخر الحقيقي. فهم رمزٌ للحرية السياسية، وصوتٌ ضد الإرهاب والتطرف الفكري، وامتدادٌ لروح سبتمبر التي لن تنطفئ مهما حاول المستبدون.

إن ذكرى ثورة 26 سبتمبر ليست مجرد مناسبة وطنية، بل عهدٌ متجدد بأن الحرية لا تموت، وأن أصوات الحق ستبقى أعلى من رصاص القتلة وسياط الجلادين.