إحياء يوم اللغة المهرية.. تجديد العهد لحماية الهوية الجنوبية الأصيلة

محور بلس- عدن 24:
تقرير/ فاطمة اليزيدي :
تمثل اللغة المهرية إحدى الركائز الثقافية العميقة في تاريخ الجنوب، إذ تمتد جذورها لآلاف السنين لتجسد هوية حضارية متفردة، حافظ عليها أبناء المهرة جيلاً بعد جيل. وفي الثاني من أكتوبر من كل عام، يحتفي الجنوبيون عامة، وأبناء المهرة خاصة، بـ”يوم اللغة المهرية” في مناسبة تحمل رمزية كبيرة تؤكد التمسك بالهوية وتجديد العهد بحمايتها من الاندثار.
2 أكتوبر.. يوم للفخر والاعتزاز
يجدد أبناء الجنوب في هذا اليوم اعتزازهم بلغتهم المهرية باعتبارها جزءًا أصيلًا من مكونات الهوية الجنوبية، ورمزًا لصمود التنوع الثقافي في وجه محاولات الطمس والتهميش. وبرغم التحديات، ما تزال هذه اللغة حيّة نابضة في وجدان المهريين، تُتوارث أبًا عن جد، وتحمل خصوصية ثقافية وتاريخية تميز محافظة المهرة عن غيرها.
التراث المهري.. إرث حضاري وهوية متجذرة
لا يقتصر الإرث المهري على اللغة وحدها، بل يشمل عادات وتقاليد وطقوسًا اجتماعية عريقة، جعلت من المهرة نموذجًا لتنوع الجنوب الثقافي. فالتراث المهري يشكل رافدًا أساسيًا للهوية الجنوبية الجامعة، ويبرهن على عمق التاريخ الجنوبي الممتد، ويعكس أصالة أبناء المهرة الذين حافظوا على موروثهم عبر القرون.
اللغة المهرية.. جسر الماضي بالحاضر
إحياء اللغة المهرية ليس مجرد استذكار للماضي، بل هو حاضر متجدد يحمي الهوية الجنوبية من الذوبان. إذ تُمثل هذه اللغة وعاءً ثقافيًا يربط الأجيال بجذورها، ويعزز انتماءها الوطني. ولهذا يولي المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي اهتمامًا خاصًا بالمهرة ولغتها، معتبرًا صونها مسؤولية وطنية، وساعيًا لإدراجها ضمن برامجه التعليمية والثقافية.
خصوصية تعزز الوحدة
يرى الجنوبيون أن الاعتراف بالتنوع الثقافي واللغوي يمثل مصدر قوة لا ضعف. فاللغة المهرية تعزز النسيج الوطني الجنوبي، وتمنحه فرادته في المنطقة. وانطلاقًا من ذلك، يؤكد الانتقالي أن جنوب المستقبل هو جنوب يعترف بتنوعه ويحتفي به، لا جنوب يذيب الفوارق.
تفاعل سياسي وشعبي واسع
ترافق إحياء يوم اللغة المهرية مع إطلاق سياسيين وناشطين جنوبيين وسمًا بعنوان: #اللغة_المهرية_هوية_جنوبية، مؤكدين أن المناسبة تتجاوز بعدها الثقافي لتكون عهدًا متجددًا بصون الهوية الجنوبية. واعتبروا أن الاحتفاء بهذا اليوم بمثابة رسالة بأن الجنوب القادم من عدن إلى المهرة وسقطرى سيكون دولة تحتضن كل لغاتها ولهجاتها وتراثها.
شهادات من قلب المهرة
الناشط ناصر السالمي شدد على أن “الجنوب لا يفرط في تاريخه، من اللغة إلى الأرض، ومن التراث إلى المستقبل”. فيما أوضح المحامي علي ناصر العولقي أن “للموروث المهري نكهة خاصة تظهر في اللغة واللباس والطقوس الاجتماعية”. أما الناشط محمد با زياد فأكد أن “2 أكتوبر يوم يكرس الاعتزاز بلغة صمدت آلاف السنين رغم التحديات”.
اللغة المهرية.. رمز مقاومة ثقافية
إن إحياء يوم اللغة المهرية ليس مجرد فعالية رمزية، بل هو فعل مقاومة ثقافية وتجديد للعهد مع الجذور. فاللغة المهرية تمثل أكثر من لهجة محلية؛ إنها تاريخ ضارب في عمق الجنوب، وشاهد على تنوعه الحضاري، وعنوان لإصرار أبنائه على حماية هويتهم من التلاشي.