أسطول الصمود يدخل “المنطقة المحظورة” ودعوات إيطالية وإسبانية للمشاركين للعودة

أسطول الصمود يدخل “المنطقة المحظورة” ودعوات إيطالية وإسبانية للمشاركين للعودة

محور بلس/ متابعات:

أعلن المنظمون المسؤولون عن مبادرة أسطول الصمود أنهم سيواصلون رحلتهم باتجاه سواحل قطاع غزة، على الرغم من ما وصفوه بـ”مناورات ترهيب” نفذتها خلال الليل “سفن عسكرية إسرائيلية”، ودعوات من إسبانيا وإيطاليا التوقف عن التقدم.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، قال منظمو الأسطول إن سفينتين حربيتين إسرائيليتين اقتربتا من السفن، وحاصرتا اثنين من قوارب الأسطول هما “ألما” و”سيرياس”، كما لاحظوا تعطل أجهزة الاتصالات والملاحة على عدد من السفن في إطار ما وصفوه “هجوم إلكتروني”.

وأكد الأسطول في بيان أنه “في الصباح الباكر، نفذت قوات البحرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي عملية ترهيب”، موضحا أن “ألما”، إحدى السفن الرئيسية في الأسطول، “حاصرتها سفينة حربية إسرائيلية بشكل عدائي لعدة دقائق”.

وخلال الحادث، “تم تعطيل الاتصالات عن بُعد”، ما اضطر القبطان “لإجراء مناورة مفاجئة لتجنب الاصطدام المباشر” بالسفينة الإسرائيلية، بحسب البيان.

وأضاف “بعد فترة وجيزة، استهدفت السفينة نفسها سيريوس، مكررة مناورات الترهيب ذاتها لفترة طويلة نسبيا قبل أن تنصرف”.

وقال البيان “هذه الأعمال العدائية تعرض مدنيين عزل من أكثر من 40 دولة لخطر جسيم”، مؤكدا أن القوارب ستواصل مسارها باتجاه القطاع، حيث يتوقع أن تصل صباح الخميس.

“قطع الاتصالات عبر الرادار والانترنت”

ولم تتضح بعد الجهة التي تدير السفينتين اللتين اقتربتا من الأسطول. وأظهر مقطع مصور على صفحة الأسطول على إنستغرام ما يبدو أنه ظل سفينة حربية مزودة بمنصة متحركة لإطلاق النار على مقربة من السفن المدنية.

وقالت ماري ميسمور، النائبة عن حزب فرنسا الأبية والموجودة على متن السفينة “سيريوس” إنها شاهدت سفينتين مجهولتين على الأقل، كانت إحداهما “قريبة للغاية… قامت بتوجيه ضوء مبهر نحونا”، وبالتزامن تم قطع “الاتصالات عبر الرادار والانترنت” قبل رفع حالة التأهب.

وفي بيان منفصل، ذكر الأسطول أنه “سيتوخى الحذر عند دخوله المنطقة التي سبق وتعرضت فيها أساطيل للاعتراض أو الاعتداء”، في إشارة إلى السفينتين “مادلين” و”حنظلة” اللتين اعترضهما الجيش الإسرائيلي في حزيران/يونيو وتموز/يوليو الماضيين واعتقل النشطاء المتواجدين على متنهما.

وكان الأسطول قد أفاد خلال الليل بأن نشاط الطائرات المسيّرة يتزايد فوق سفنه مع اقترابها من وجهتها.

إسبانيا وإيطاليا تدعوان المشاركين للعودة

وكانت الحكومة الإسبانية قد طلبت الأربعاء من الجهات القائمة على المبادرة “عدم دخول المياه التي حددتها إسرائيل كمنطقة محظورة” (150 ميلا بحريا من غزة)، وأن السفينة الإسبانية المرسلة لتقديم المساعدة “لن تتجاوز هذه الحدود”.

كما توقفت الفرقاطة العسكرية التي كلفتها روما بمرافقة الأسطول قبيل “المنطقة المحظورة”، وحثت المشاركين الثلاثاء عبر جهاز الراديو على “التخلي” عن المهمة.

واستنكر القائمون على الأسطول الإعلان الإيطالي، معتبرين أنه “لا يمثل حماية، بل محاولة لإحباط وتفتيت جهود مهمتهم الإنسانية السلمية. كما انتقدوا روما معتبرين أن “هذه محاولة لتقويض مهمة إنسانية سلمية”، واعتبروا ذلك وقوفا إلى جانب إسرائيل.

ومساء الثلاثاء، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الأسطول إلى “التوقف حالا” للسماح بالتوصل إلى اتفاق بين الأطراف المتنازعة بناء على خطة الرئيس الأميركي للسلام في قطاع غزة.

أسطول الصمود المصري لن يشارك

في المقابل، أصدر “أسطول الصمود المصري” بيانا أعرب فيه عن أسفه لتوقيف السلطات المصرية أعضاء في لجنته التحضيرية، معتبرا أن الموقوفين لم يرتكبوا مخالفة قانونية تستدعي القبض عليهم.

وأضاف الأسطول المصري “منذ الوهلة الأولى لإطلاق أنشطة الأسطول أكدنا مرارا وتكرارا أننا ملتزمون بكافة الإجراءات القانونية في سبيل الحصول على الموافقات الأمنية، وهو ما لم ينته بالنجاح بعد كثير من المحاولات سوف يعلن عنها لاحقا”.

وتابع البيان “نشد على أيدي المشاركين في أسطول الصمود العالمي والمغربي الذين أصبحوا على مشارف مدينة غزة الصامدة، ونؤكد اننا لن ندخر جهدا في دعم الأسطول العالمي وتوفير الغطاء الإعلامي والشعبي له”.

كما طالب بالإفراج الفوري عن الموقوفين، “تأكيداً لاحترام سيادة القانون، وحفاظا على الدور الوطني والتاريخي لمصر في دعم القضية الفلسطينية”.

ويضم “أسطول الصمود العالمي” الذي انطلق أولا من إسبانيا في مطلع أيلول/سبتمبر، حوالي 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة، وهم ينقلون حليب الأطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية. ويؤكد أنه “مهمة سلمية وغير عنيفة”.

ويشارك في هذا التحرك حفيد نيلسون مانديلا والنائب السابق في جنوب إفريقيا مانديلا مانديلا، والناشطة السويدية غريتا تونبرغ، والنائبة الأوروبية الفرنسية ريما حسن، ورئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، بهدف “كسر الحصار الإسرائيلي على غزة” و”تسليم المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين والذين يعانون من الجوع والإبادة الجماعية”.

المصدر: مونت كارلو الدولية