روسيا تطور لقاحاً جديداً ضد السرطان.. خطوة واعدة نحو علاج مبتكر ينشّط المناعة ويهاجم الورم مباشرة

روسيا تطور لقاحاً جديداً ضد السرطان.. خطوة واعدة نحو علاج مبتكر ينشّط المناعة ويهاجم الورم مباشرة

خاص

محور بلس

في إطار السباق العالمي للعثور على علاجات فعّالة للسرطان، كشفت روسيا مؤخراً عن تطوير لقاح جديد يحمل اسم “EnteroMix”، يُعدّ أحد أكثر الابتكارات الطبية طموحاً في السنوات الأخيرة.

هذا اللقاح لا يُستخدم للوقاية، كما هو الحال مع اللقاحات التقليدية، بل كوسيلة علاجية تستهدف الأورام الخبيثة من الداخل.

يعتمد EnteroMix على مزيج من أربعة فيروسات غير ضارة، تعمل بتكامل مزدوج: إذ تقوم بمهاجمة الخلايا السرطانية مباشرة، وفي الوقت ذاته تنشّط جهاز المناعة لمساندة الجسم في مواجهة الورم بشكل طبيعي.

ويؤكد الباحثون الروس أن هذه التقنية قد تمهّد الطريق لعصرٍ جديد من العلاجات المناعية الموجهة التي تُعيد للجهاز المناعي قدرته الطبيعية على التعرف على الخلايا المريضة والقضاء عليها.

ومع ذلك، فإن الأمل ما زال مشوباً بالحذر، إذ لا تزال التجارب السريرية في مراحلها الأولى، ويجري حالياً تجنيد المرضىلاختبار فعالية وأمان اللقاح بشكل موسّع، قبل اعتماده للاستخدام الطبي.

وفي موازاة هذا التوجّه، يتسارع المسار العلمي في اتجاهٍ آخر لا يقل أهمية، وهو اللقاحات المخصصة بتقنية mRNA، التي تعتمد على تصميم لقاح خاص لكل مريض بناءً على التحليل الجيني لورمه.

الفكرة هنا تقوم على برمجة الجهاز المناعي للتعرف على “البصمة الجزيئية” الخاصة بكل ورم، عبر تحديد الطفرات الفريدة المعروفة باسم المستضدات الجديدة (neoantigens)، ليصبح اللقاح علاجاً مصمماً على مقاس كل مريض.

الفرق بين المنهجين جوهري:

EnteroMixيعتمد على فيروسات تُهاجم الورم مباشرة وتُنشط المناعة الفطرية.

بينما لقاحات mRNAتعمل على المستوى الجزيئي لتدريب المناعة التكيفية على مهاجمة خلايا السرطان بناءً على خصائصها الجينية الفريدة.

ورغم اختلاف الطريقين، إلا أن الهدف واحد: الانتقال من العلاج الكيميائي والجراحي التقليدي إلى ثورة علاجية قائمة على الذكاء المناعي، تحمل وعوداً حقيقية بإنقاذ آلاف الأرواح حول العالم.

في النهاية، قد لا تكون المعركة ضد السرطان قد حُسمت بعد، لكنّ مثل هذه التطورات تمنحنا أملاً علمياً جديداً بأن المستقبل يحمل بين طياته علاجاً أكثر دقة وأقل معاناة للمرضى.