القهوةُ العربية.. فنجانُ تُراثٍ لا يبرُد

محور بلس/خاص:
حينَ تُسكبُ القهوةُ العربيةُ على الفنجان، و يتصاعد بخارها الحاملَ لرائحتها المنعشة و رائحة الهيلِ المطحون و القرنفل، و كأنهُ طقسٌ من طقوسِ السكينة.
لونها الذهبيُ العسلي يلمعُ في ذلك الفنجانِ الصغير، و صوتُ رنين الدلة حين تصب، يوقظُ الحنين
ليست مُجردَ مشروبٍ عادي؛ بل حكايةٌ تُروى على لسانِ كُلِ مجلسٍ عربي، تبدأُ من صوتِ طحنِ البُنِ إلى لحظةِ رش التوابل، و انتهاءً بتقديمها بيدٍ كريمة.
مذاقُها القويُ مع لمحةٍ حارة من الزنجبيل أو الهيل، يُشعِرُكَ أنكَ جُزءٌ من تُراثٍ لا يشيخ
هي رمزٌ للضيافةِ، و عنوانٌ للهوية، وجسرٌ بين الأجيال، لأن القهوة العربيةَ لا تُقدمُ فحسب بل تُقدر
وفي زحمة الحياة، تبقى جلسة القهوة لحظة هدوء يتوقف عندها الزمن، ويهدأ فيها الضجيج، ويشعر فيها المرء بالانتماء والدفء
فكل رشفةٍ من هذا الفنجان تحملُ عبق الصحاري ، همسات الأجداد، و سكون المجالس التي تتوارث الأحاديث والروح.