غريتا تتصدر الترشيحات لجائزة نوبل للسلام وترمب يفقد أعصابه

تصاعد الجدل العالمي بعد إعلان إدراج كلٍّ من الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضمن قائمة المرشحين لجائزة نوبل للسلام لعام 2025، في مشهد يعكس تناقضًا حادًا بين رمزين أحدهما يمثل صوت الإنسانية ، والآخر يجسد التيار السياسي المحافظ المثير للجدل.
وبحسب صحيفة “لو موند” الفرنسية، فإن حملة ترامب للفوز بالجائزة “تبدو غير فعّالة وتعتمد على دعاية سياسية أكثر من سجلّ إنجازات حقيقية”، فيما تُعتبر غريتا من أبرز الوجوه الرمزية التي تحظى بتأييد شعبي واسع خصوصًا بين فئة الشباب. وتشير تقديرات أسواق المراهنات والتحليلات الدولية إلى أن فرص ثونبرغ تتفوّق على ترامب بشكل واضح، إذ تُمنح ما بين 20 إلى 30% من احتمالات الفوز مقابل نحو 4% فقط لترامب.
وفيما يرى مراقبون أن ترشيح ترامب يعكس محاولته “إعادة تلميع صورته السياسية” عبر تسويق مبادراته في الشرق الأوسط، يعتبر آخرون أن ترشيح ثونبرغ يعد كأحد وجوه السلام العالمي في العصر الحديث.
هجوم ترامب وسخريته من غريتا:
تاريخ الخلاف بين ترامب وثونبرغ ليس جديدًا. فمنذ عام 2019، وصفها ترامب عبر منصة “إكس” _تويتر سابقًا _ بأنها “فتاة غاضبة تحتاج إلى دورة لإدارة الغضب، ثم الذهاب لمشاهدة فيلم قديم مع صديق”. كما جدّد مؤخرًا هجومه عليها بعد تصريحاتها المؤيدة للقضية الفلسطينية ومشاركتها في “أسطول الضمير” المتجه إلى غزة، ووصفها في تصريحات لصحيفة El País الإسبانية بأنها “مُثيرة للشغب” ودعاها “للذهاب إلى طبيب لمعالجة غضبها”.
ترامب الذي لم يخفِ طموحه لنيل الجائزة، قال في لقاء إعلامي إن “رفض منحي نوبل سيكون إهانة للتاريخ”، مشيرًا إلى أنه “أنهى سبع حروب وبدأ خطة سلام في غزة”. لكن مراقبين وصفوا تلك التصريحات بأنها “محاولة سياسية متأخرة لاستعادة الأضواء”.
ردّ غريتا ثونبرغ على إهانات ترمب :
ثونبرغ ردّت على سخرية ترامب بطريقة لاقت انتشارًا واسعًا. إذ غيّرت وصفها الشخصي على “إكس” إلى: “مراهقة تعمل على مشكلتها في إدارة الغضب. حاليًا أسترخي وأشاهد فيلمًا قديمًا مع صديق.”
بتصريحات لاحقة نقلتها شبكة Cadena SER الإسبانية، قالت غريتا بسخرية: “أشكر الرئيس ترامب على اهتمامه بصحتي النفسية، يبدو أنه يقلق عليّ أكثر مما يقلق على كوكب الأرض.”
وفي آخر تصريح لها في منشور على الإنستجرام تقول: "سمعت أن دونالد ترامب قد أعرب مرة أخرى عن آرائه الإيجابية للغاية بشأن شخصيتي، وأنا أقدر مخاوفه بشأن صحتي العقلية. سأستقبل بكل سرور أي توصيات قد تكون لديك للتعامل مع ما يسمى "مشاكل إدارة الغضب"، لأنه_ بناءً على سجلك الحافل _ يبدو أنك تعاني منها أيضًا."
https://www.instagram.com/p/DPf50eEDKej/?igsh=NW9sOXF2a29wc3cx
ترشح غريتا وترمب لجائزة نوبل للسلام :
يرى محللون أن المنافسة بين غريتا وترامب تتجاوز مجرد نيل جائزة، فهي تعبير رمزي عن صراع جيلين ورؤيتين للعالم — بين دعاة حماية البيئة والسلام المستدام، وأنصار الواقعية السياسية التي ترى القوة والتفاوض أدوات للسلام.
ورغم الزخم الإعلامي الذي يرافق ترشيح ترامب، إلا أن فرصه تُعد محدودة للغاية مقارنة بثونبرغ أو بالمنظمات الإنسانية التي تنشط في مجالات الإغاثة والدبلوماسية.
بينما ينتظر العالم إعلان اللجنة النرويجية المانحة لجائزة نوبل للسلام، يظل الجدل قائمًا حول رمزية الجائزة نفسها: هل ستكافئ صوت المناخ والإنسانية أم تمنح الاعتراف لـ سياسي مثير للانقسام؟
حتى الآن، المؤشرات تميل لصالح غريتا ثونبرغ، التي استطاعت تحويل سخريّة خصومها إلى وقودٍ لحركتها العالمية في سبيل سلامٍ أخضرٍ يحمي الكوكب قبل البشر.