قد يشيبُ البطلُ لَكِنَ مهارتهُ لا تشيب
كرستيانو رونالدو دوس سانتوس إيفيرو بطلُ ماديرا و ملكُ البُرتُغال، يُسمى أيضاً بـ(المُنتهي)، و هذا اللقبُ وضعهُ بعضُ الشبابِ الذين شابت بهمُ المهاراتُ و رُبما لم تُخلق معهم!
حين تُفتح كتب التاريخ، لا تُكتب الصفحات بالأرقام فحسب ، بل تُطرزُ بالحكايات. وحكاية كريستيانو رونالدو ليست مُجردَ سجلِ أهدافٍ أو عدد كؤوس بل سيرةُ بطلٍ لا يرضى إلا بالقمة، حتى حين يظنُ الأخرونَ أن العُمّرَ قد يبتلعُ مهارته
في هذه المُباراة لم يكن الملعبُ مُجرد ساحةٍ نهائيةٍ لدوري الأممِ الأوروبية،بل أرضَ معركة، واجهت البرتغال خصمًا عنيدًا، و هي إسبانيا التي لا ترحم، بدا اللقاء محتدمًا، وبدا أن الزمنَ يميلُ ناحية الخصم، لكن رونالدو لم يكن ليرضى بالنهاية التي لا يصنعها بيديه
تقدم، ركضَ، وصنعَ الفارقَ الذي أسعدَ جُمهوره ، سجلَ هدفًا قلبَ بهِ مجرى اللقاء، أصيب لاحقاً لكنه استمرَ واقفًا، شامخًا، كما يليقُ ببطلٍ يعلمُ أن المعركةَ لا تنتهي إلا بإنتصاره
أما على المُدرجاتِ فكانَ جمهورٌ قد عاشَ ذكرياتٍ جميلةٍ بإنجازاتِ رونالدو الذي لم يخذلهُم يوماً ، لذا آمنوا بقدرته، و مهارته، صرخوا بإسمه و حملوا لافتاتٍ لدعمه
بالتأكيد رونالدو لم يكتفِ بما حققه في مانشستر يونايتد أو ريال مدريد أو حتى يوفنتوس، بل أرادَ المزيد ، وأثبت أن المجد لا يعترف بالعمر، بل بالعزم، و أن صُراخَ الحاسدينَ دافعٌ قويٌ له
و الان...ها هو ذو الأربعينَ عاماً يحملُ الكأسَ بفخرٍ، بفرحٍ، بدموعٍ تملئُ عيناهُ التي لا زالت تذفُ سعادةَ البداياتِ، و قلبهُ الشغوفَ للنجاحاتِ، و عقلهُ الذي لا يزالُ يبحثُ عن المزيد
كريستيانو رونالدو ليس مُجردَ لاعب كرة قدم ، بل قصيدةٌ طويلةٌ من المجد ، تُروى في الملاعبِ وتُقرأُ بعيونِ الملايين، بطلٌ بلا وشاحٍ أحمر، بلا قِناعٍ أو أجنحة.