عدن تختنق في جحيم الكهرباء والصيف.. والمواطنون يصرخون: "نموت بصمت!"

محور بلس – خاص
تعيش العاصمة عدن أوضاعاً مأساوية وغير مسبوقة، وسط انقطاع متواصل للكهرباء وصل إلى أكثر من 16 ساعة يومياً، في ظل اشتداد حرارة الصيف التي تجاوزت معدلاتها 40 درجة مئوية، ما حول منازل المواطنين إلى “أفران حقيقية” تلتهم أنفاس الأطفال وكبار السن وتضاعف من معاناة المرضى.
يصف المواطنون حالهم بكلمات تختصر الألم والمعاناة:
“نحن لا نعيش، بل ننجو كل يوم من الموت”، تقول أم معتز، وهي أم لأربعة أطفال تسكن في أحد أحياء مديرية البريقة: “ الأوضاع لم تعد تُحتمل وأصبح الموت يترقب لنا من جميع الاتجاهات لا رواتب ولا كهرباء ولا مياه ولا غذاء، اصبحنا أموات نمشي على الأرض، وكل شيء ينهار من حولنا، حتى صبرنا”.
وفي ظل هذا الواقع الكارثي، تلوذ الحكومة بالصمت المطبق، ولا تخرج أي بيانات أو تصريحات رسمية تطمئن الناس أو تضع حلولاً عاجلة للأزمة، بينما تغيب أي خطط طارئة لمواجهة هذا الجحيم اليومي الذي يفتك بالناس.
عبدالله سالم، وهو موظف حكومي من منطقة الحسوة، يقول بغضب: “هل يُعقل أننا في 2025 وما زلنا نعيش دون كهرباء؟ أين ذهبت كل الوعود والمشاريع؟ ما يحدث في عدن جريمة بكل المقاييس. الحكومة تتفرج علينا ونحن نموت”.
من جانبه، يؤكد حسام عبدالقوي، أحد سكان منطقة بئر أحمد: “نخرج من منازلنا مع مغيب الشمس ونفترش الأرصفة والشوارع هرباً من حرارة الجدران التي تخنقنا. لا توجد كهرباء، ولا مياه باردة، ولا رحمة في قلوب من يفترض أنهم مسؤولون عنّا”.
ومع استمرار هذه الأزمة الكارثية وارتفاع درجات الحرارة تزداد حالات الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس، في ظل شح الإمكانيات، وتدهور الأوضاع المعيشية في كافة نواحي الحياة، مع غياب شبه تام لأي تحرك رسمي حقيقي، في وقت تتصاعد فيه دعوات شعبية للمطالبة بإصلاح جذري لقطاع الكهرباء، وتوفير بدائل عاجلة، ومحاسبة الجهات المقصّرة.
ففي عدن، لا شيء يشبه الحياة. وكل ساعة تمر بدون كهرباء هي اقتراب من الموت، وكل دقيقة صمت حكومي هي جريمة جديدة ضد شعب يصرخ ولا يسمعه أحد.