مساعد ذكي يتفوّق على أدوات التقييم النفسي التقليدية… قفزة جديدة في الذكاء الاصطناعي العلاجي
خاص
محور بلس
في خطوة تعيد رسم مستقبل التقييمات النفسية الرقمية، كشفت دراسة حديثة عن تفوّق مساعد ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي يحمل اسم Alba في إجراء مقابلات التقييم النفسي، بعد أن حقق دقة تشخيصية أعلى من الطرق التقليديةفي معظم الاضطرابات النفسية الشائعة.
الدراسة التي شملت 303 مشاركين يعانون طيفاً من الاضطرابات النفسية، أبرزت قدرة المساعد الذكي على تقديم تشخيصات مقترحة وفقاً لدليل DSM-5 بعد محادثة قصيرة تتراوح بين 15 و20 سؤالاً فقط.
ورغم بساطة المقابلة، تمكن Alba من التفوّق على أدوات التقييم التقليدية في ثمانية من أصل تسعة اضطرابات تمت دراستها، بينها الاكتئاب، والقلق، والوسواس القهري، واضطرابات الأكل، والتوحد، واضطراب ما بعد الصدمة.
ذكاء اصطناعي يفهم التعقيد النفسي
أحد أبرز إنجازات المساعد Alba كان قدرته على التمييز بين الاضطرابات المتداخلة التي غالباً ما تطرح تحدياً كبيراً أمام الأدوات الرقمية التقليدية، مثل التفريق بين الاكتئاب والقلق، واللذين غالباً ما تنتج عنهما درجات متقاربة في التقييمات الكلاسيكية.
كما عبّر المشاركون عن رضاهم عن التجربة، مؤكدين أن الحوار مع المساعد الذكي كان طبيعيًا وهادئًا و“أقرب إلى حديث بشري”، ما ساعدهم على الانفتاح والتفاعل بشكل أكبر مقارنة بالاستبيانات الجامدة.
ميزة شمولية تتقدّم على الأدوات الرقمية الأخرى
على عكس العديد من منصات التقييم النفسي الحالية التي تتعامل مع كل اضطراب بشكل منفصل، يتميز Alba بقدرته على تحليل جميع فئات التشخيص في DSM-5 ضمن محادثة واحدة، ما يمنح تقييماً أكثر دقة وشمولية.
ويصف الباحثون هذه القدرة بأنها “قفزة نوعية” في تطوير أدوات رقمية تساعد المختصين وتقلل هامش الخطأ.
أداة داعمة للمختص وليست بديلة عنه
الدراسة التي قادها البروفيسور Sverker Sikström من جامعة لوند–ومؤسس منصة Talk To Alba–أوضحت أن استخدام الذكاء الاصطناعي في إجراء مقابلات أولية يمكن أن يخفف الضغط على المؤسسات الصحية، ويمنح المرضى مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرهم دون رهبة المقابلات التقليدية.
ومع ذلك يؤكد Sikström أن Alba لا يهدف إلى استبدال الأطباء النفسيين، بل إلى دعمهم وإثراء تقييماتهم بمعلومات دقيقة وقابلة للتحليل.
Talk To Alba… منصة تكنولوجية تتحالف مع الطب النفسي
تعتمد المنصة على الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات متقدمة تشمل:
• تشخيصات مقترحة مستندة إلى DSM-5.
• محادثات تحليلية تساعد العيادات في فهم الحالة النفسية للمريض.
• تفريغ نصي وتوليد ملاحظات للجلسات العلاجية بشكل تلقائي.
• دعم مباشر للمختصين في عدة دول حول العالم.
نحو مستقبل يمزج بين التكنولوجيا والصحة النفسية
تُظهر الدراسة أن الذكاء الاصطناعي أصبح قادراً على لعب دور محوري في مسار التقييم النفسي، ليس بديلاً عن الإنسان، بل شريكاً داعماً يتيح وقتاً أكبر للمعالجين للتركيز على الجوانب الإنسانية في العلاج، بينما يتولى الذكاء الاصطناعي التحليل الأولي المعتمد على البيانات.
وبينما تتسارع خطوات تطوير هذه التقنيات، يبدو أن مستقبل الصحة النفسية الرقمية بات أقرب من أي وقت مضى… أكثر دقة، أكثر إنسانية، وأكثر قدرة على الوصول إلى من يحتاجه في أي مكان.
