الحزاز المتصلب… مرض جلدي صامت قد يُهدد جودة الحياة إذا أُهمل

الحزاز المتصلب… مرض جلدي صامت قد يُهدد جودة الحياة إذا أُهمل

خاص

محور بلس

رغم قلة شيوعه، يُعد الحزاز المتصلب من الأمراض الجلدية التي تتطلب وعياً صحياً مبكراً، خاصة لما له من تأثير مباشر على الجلد في المناطق الحساسة، وما قد يسببه من مضاعفات جسدية ونفسية في حال تأخر التشخيص أو إهمال العلاج.

ما هو الحزاز المتصلب؟

الحزاز المتصلب مرض جلدي غير معدٍ، يتميز بظهور بقع بيضاء رقيقة أقل سمكاً من الجلد الطبيعي، وقد يصيب أي منطقة في الجسم، إلا أنه يظهر غالباً في:

جلد الفرج لدى النساء

جلد قلفة القضيب لدى الرجال

الجلد المحيط بفتحة الشرج

وتُعد النساء بعد سن انقطاع الطمث الفئة الأكثر عرضة للإصابة، مع إمكانية ظهوره لدى الرجال والأطفال أيضاً.

أعراض قد تكون خفية… وأخرى مزعجة

في بعض الحالات لا يُسبب المرض أي أعراض واضحة، لكن عند ظهوره قد يشمل:

حكة شديدة ومزعجة

ألم أو حرقة في الجلد

بقع بيضاء ملساء أو متجعدة

كدمات أو تشققات جلدية

نزيف أو تقرحات في المراحل المتقدمة

ألم أثناء الجماع لدى النساء

وتزداد خطورة الأعراض عندما تؤدي الندوب إلى تضييق فتحة المهبل، مما ينعكس سلباً على الحياة الزوجية والحالة النفسية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

ينصح الأطباء بمراجعة المختص فور ملاحظة أي من الأعراض السابقة، كما يُشدد على أهمية المتابعة الدورية كل 6 أشهر أو سنوياً بعد التشخيص، لرصد أي تغيرات جلدية مبكرة أو آثار جانبية للعلاج.

الأسباب… ما زالت غير محسومة

حتى اليوم، لا يوجد سبب محدد للحزاز المتصلب، لكن تُرجّح الدراسات ارتباطه بـ:

نشاط زائد في الجهاز المناعي

اضطرابات هرمونية

إصابة أو تهيّج سابق في الجلد المصاب

ويجدر التأكيد أن المرض غير معدٍ ولا ينتقل عبر العلاقة الجنسية.

هل الحزاز المتصلب خطير؟

في حالات نادرة، قد ترتبط المناطق المصابة بزيادة خطر الإصابة بـ سرطان الجلد، خصوصاً سرطان الفرج لدى النساء. إلا أن العلاج المنتظم بالكورتيكوستيرويدات الموضعية يقلل هذا الخطر بشكل كبير.

كيف يتم التشخيص؟

يعتمد التشخيص على:

الفحص السريري

أخذ عينة (خزعة) من الجلد المصاب وفحصها مخبرياً عند الحاجة

العلاج… السيطرة ممكنة

لا يتطلب المرض علاجاً في جميع الحالات، خاصة إذا لم يُصب المناطق التناسلية. أما في الحالات التي تستدعي التدخل، فتشمل الخيارات:

الكورتيكوستيرويدات الموضعية

وهي العلاج الأساسي، وتُستخدم يوميًا في البداية، ثم تُخفض الجرعة إلى مرتين أسبوعياً للوقاية من الانتكاس، مع متابعة طبية دقيقة.

خيارات بديلة عند عدم الاستجابة

أدوية معدلة للمناعة مثل تاكروليمس

العلاج بالأشعة فوق البنفسجية للمناطق غير التناسلية

وقد أثبتت الدراسات الحديثة عدم فاعلية الهرمونات الموضعية التي استُخدمت سابقاً.

الجراحة… متى تكون ضرورية؟

يُعد الختان علاجًا فعالًا للرجال في الحالات المتقدمة أو غير المستجيبة للعلاج

لا يُنصح بالجراحة للنساء في المناطق التناسلية بسبب احتمالية عودة المرض

رسالة طبية مهمة

الحزاز المتصلب ليس مرضاً خطيراً بحد ذاته، لكنه قد يصبح كذلك إذا أُهمل. التشخيص المبكر، والعلاج المنتظم، والمتابعة الطبية تمثل خط الدفاع الأول للحفاظ على صحة الجلد وجودة الحياة.