حوار صحفي مع الرسامة مريم يسلم

حوارات

" دخلتُ في حالةِ إكتئاب بعد وفاة عمي لكن الرسم أنقذني من ذلك الغرق "

مريم يسلم رسامة يمنية من محافضة ردفان، تبلغ من العمر 27 عاماً. 

لديها عالمٌ خاص مليئٌ بالرسم، تمتلكُ لمسةً فنيةً مُختلفة ما جعلها تتميزُ عن غيرها بالرسم. 

تتميز رسوماتها بالتفاصيلِ القريبةِ للواقعية سواءً بأقلامِ الرصاصِ أم بأقلامِ الفحم، على ورقة بحجمِ " A5 " صغيرةٌ لكنها ذاتُ تفاصيلٍ مُبهرة.

كان هذا الحوار مع : شيماء عبدالملك

* متى كانت بدايك بالرسم؟ 

كنت ارسم منذ الطفولة لكنني توقفت ، ثم بدأت مجدداً بالرسم لكن بدايتي كانت سيئة، فذلك حدث بعد وفاة عمي عندما دخلت بحالة إكتئابٍ شديد، لكنني عندما حاولتُ فتح هاتفي لتشتيتِ أفكاري كنت أرى بعض الفيديوهات الخاصة بالرسم، عندها قررتُ أن ابدأ بتعلمِ الرسم من جديد لأُشتت أفكاري. 

* ماذا يعني لك الرسم؟ 

الرسمُ شيءٌ لا يُمكنني وصفه فعندما أرسم أشعرُ بالسعادة، المتعة، و الراحة، فالرابط بيني و بين الرسم شيءٌ لا يستطيعُ أن يفهمهُ أحدٌ سوى الرسام.

* يعتقد البعض أن الرسم الجيد يكمّن بلأدوات الجيدة، فهل تتفق مع هذا أم لا؟ 

نعم أتفق مع ذلك.. صحيح أن هُناكَ مُبدعون ينجزون أعملاً مُبهرةً بأدواتٍ بسيطة لكن هذا لا يغير حقيقة أن الأدوات الجيدة لها دورٌ كبير في إبرازِ جماليات الرسم أكثر من الأدوات العادية بأشواط. 

* هل تعتقدين أن الرسم موهبة فطرية أم مهارة مكتسبة يمكن تعلمها؟ 

ليس شرطاً أن تكونَ موهبةً فطرية، فقد رأيت العديد من الرسامين الذين لم تكن لهم موهبةٌ فطرية لكنهم تعلموا الرسم فاصبحوا رسامين مبدعين، حتى أنهم اصبحوا أفضل ممن وُلِدوا مع تلك الموهبة. 

* هل واجهتكِ أي تحديات منذ بدايتك بالرسم؟ 

حتى الان أواجه تحديات الوقت، فأنا لا استطيع الرسم بشكل يومي بسبب ضيق الوقت و المسؤليات التي احملها كأمٍ لطفلتين ؛ فلا أجدُ وقت فراغٍ كافٍ و إذا وجدتهُ فإنهُ يأتي بوقتٍ غير مناسب، أحاول الرسم بشكلٍ متواصل كأي رسامٍ ليطور مهارته، لكنني أعاني من هذه النقطة، ما أتمناه حقاً أن أجد وقتاً كافياً لأمارسَ فيه الرسم كما أُحب. 

* هل تجدين الرسم كمجالِ عمل مستقر لكِ في المستقبل؟ 

أتمنى ذلك حقاً فأنا أحب الرسم، لكنني أظنُ أن هذا الأمرَ صعبٌ بما أنني في اليمن. 

* بعض الرسامين يجدون طلباتِ الرسم مزعجةً لهم، فهل تتفق معهم بأن هذا مُزعج و لماذا؟ 

على العكس.. إن كان ذلك الشخص الذي قدم لطلبِ رسمة شخصٌ جيدٌ يقدرُ الفن، و يقدرُ التعب الذي أقدمه ؛ فهذا جيد و سأكون سعيدةً بذلك، أما إن كان يطلبُ طلباً بلا مقابل فهذا قد يكون مزعج لأنهُ و في الحقيقية قد لا يقدرُ ذلك التعب و لا يعلم أن الرسم يتطلب الجهد و المال لشراء الأدواتِ اللازمة، حيث أن الأوراق الخاصة بالرسم تطلب الكثير من المال، و إن لم يكن العميلُ يهتم لذلك فبالتأكيدِ سيكونُ طلبه مُزعجً بالنسبة لي. 

* نصيحة تقدمينها للرسامين المُبتدئين.

لا تيأسوا من أول تجربةٍ لكم و لا تحبطوا انفسكم، فإن حاولتم رسم رسمةٍ ولم تكن النتيجة كما تتوقعونها فلا بأس ..كل الرسامين بدأو من الصفر يوما ما و لم يقُل أحدهم أنه يجب أن تكون الرسمة مثالية من المحاولة الأولى، لا بأس بمحاولة و اثنين وثلاث حتى مائه لانه يوماً ما سنصل لما أردناه .. و لأنه بالتأني السلامة وفي العجلة الندامة؛ لذا لا داعي لأن نستعجل الأمور. 

أيضاً هُناك نصيحة اعطتني اياها رسامة عندما كنت مبتدئة، أنه لا يجب أن نرسم كل شي من أول محاولة بل نبدأ خطوة خطوة.. مثال ذلك إذا أردنا رسم ملامح الوجه نبدأ أولا بتعلم رسم الحواجب إلى أن نتقنها ثم العين ثم الرموش وثم الانف والفم وهكذا وبعد أن نتقن جميعها نبدا نرسم الوجه بالكامل. 

كما أن هناك العديد من قنوات تعليم الرسم للمبتدئين على اليوتيوب لا تستهينو بقوة هذه الفيديوهات شاهدوها وحاولو تفهموها و طبقوها مرة بعد مرة ستلاحظون أنكم تتطورون دون أن تعلموا ذلك. ولا تيأسوا ارسموا كمتعة شخصيه قبل أن تكون مهمة يجب إنجازها .