الجلطة الدماغية.. كيف تنقذ حياة شخص في دقائق؟

الجلطة الدماغية.. كيف تنقذ حياة شخص في دقائق؟

خاص

محور بلس

أصبحت الجلطات الدماغية في السنوات الأخيرة حديث الناس، ليس فقط لأنها تصيب كبار السن كما يعتقد الكثيرون، بل لأنها باتت تُفاجئ شباباً في مقتبل العمر، لتُغيّر حياتهم خلال لحظات.

وهنا تكمن الخطورة: الوقت هو العامل الحاسم بين الحياة والإعاقة الدائمة.

الجلطة الدماغية، أو ما يُعرف بالسكتة الدماغية الإقفارية Ischemic Stroke، تحدث عندما ينقطع تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى المخ بسبب جلطة تسد أحد الأوعية الدموية.

هذا الانقطاع، حتى لو استمر لدقائق، يمكن أن يؤدي إلى تلف خطير في خلايا الدماغ.

أعراض مبكرة لا يجب تجاهلها

الأطباء يحذرون من أن الجلطة تتطور بسرعة، لذا يجب الانتباه فورًا إلى العلامات التالية:

ضعف مفاجئ في عضلات الوجه أو الذراع أو الساق (غالبًا في جانب واحد).

تشوش مفاجئ في الكلام أو صعوبة في فهم الآخرين.

فقدان مفاجئ للرؤية أو تشوش في عين واحدة أو كلتا العينين.

صعوبة مفاجئة في المشي، دوار وفقدان التوازن.

صداع شديد ومفاجئ بدون سبب واضح.

أما عند النساء، فقد تظهر أعراض إضافية مثل: الغثيان، الحازوقة (الزغطة)، ألم الصدر أو ضيق التنفس.

اختبار “FAST” لإنقاذ الأرواح

ينصح الأطباء بإجراء اختبار سريع يعرف بـ FAST عند الاشتباه:

Face (الوجه):هل هناك تدلي في أحد جانبي الوجه؟

Arm (الذراع):هل يستطيع رفع الذراعين أم أن أحدهما يسقط؟

Speech (الكلام):هل كلامه متداخل أو غير مفهوم؟

Time (الوقت):إذا كانت الإجابة نعم، فالوقت لا ينتظر، يجب التوجه فورًا للطوارئ.

لماذا تحدث الجلطة الدماغية؟

أبرز عوامل الخطر تشمل: ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، التدخين، السمنة، مرض السكري، أمراض القلب واضطرابات التجلط، إضافة إلى العادات السيئة مثل الإفراط في الكحوليات والمخدرات.

مضاعفات قد تستمر بعد النجاة

حتى بعد العلاج، قد يعاني المريض من مضاعفات مثل فقدان الحركة، صعوبات البلع، التهابات، اكتئاب أو ضعف في الأطراف. ولهذا يُعتبر التأهيل الطبي خطوة أساسية بعد إنقاذ الحياة.

العلاج.. السباق مع الزمن

الأدوية المذيبة للجلطة (r-tPA):يجب إعطاؤها خلال أول 4-5 ساعات فقط.

استئصال الجلطة الميكانيكي:باستخدام قسطرة لإزالة الجلطات الكبيرة، ويفضل إجراؤه خلال 6 ساعات (وقد يمتد حتى 24 ساعة في بعض الحالات).

الخلاصة:

كل دقيقة تُحتسب عند حدوث جلطة دماغية. التعرف المبكر على الأعراض والتصرف السريع بالتوجه إلى المستشفى يمكن أن يصنع الفارق بين حياة طبيعية وإعاقة دائمة. وتذكر أن الجلطة لا تختار عمراً، والوعي هو خط الدفاع الأول.