رئيس الوزراء يدشن الحملة الوطنية الطارئة للتحصين ضد شلل الأطفال: استجابة واسعة وتفاعل مجتمعي في عدن

محور بلس/ العاصمة عدن
دشن رئيس الوزراء، الدكتور سالم صالح بن بريك، اليوم السبت، الجولة الأولى من الحملة الوطنية الطارئة للتحصين ضد مرض شلل الأطفال، وذلك في العاصمة عدن، وسط حضور رسمي ومشاركة مجتمعية لافتة.
أكثر من مليون طفل مستهدف في 12 محافظة
الحملة التي تنفذها وزارة الصحة العامة والسكان بدعم من منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، تهدف إلى تحصين أكثر من مليون و345 ألف طفل دون سن الخامسة، في 120 مديرية موزعة على 12 محافظة محررة، عبر فرق صحية تتجاوز 13 ألف كادر صحي ضمن 6924 فرقة ميدانية ثابتة ومتنقلة، تنفذ مهامها بأسلوب (من منزل إلى منزل)، إضافة إلى المواقع الصحية.
بن بريك: تحصين الأطفال واجب وطني وإنساني
وفي كلمته في اثناء حفل التدشين، شدد رئيس الوزراء على أن “تحصين الأطفال ليس مجرد إجراء صحي، بل هو واجب وطني وإنساني يعكس المسؤولية الجماعية تجاه الجيل القادم ومستقبل الوطن”، موجهاً دعوة لكافة مؤسسات الدولة والسلطات المحلية إلى التفاعل الكامل مع الحملة لضمان نجاحها.
كما دعا الآباء والأمهات وأولياء الأمور إلى التجاوب مع الفرق الصحية، مشدداً على أهمية التحصين الروتيني كوسيلة وقائية دائمة، وليس فقط خلال الحملات الطارئة. وأكد على الدور الحيوي للإعلام في التوعية المجتمعية، داعياً إلى تكثيف الرسائل الإعلامية لتعزيز ثقافة التحصين.
وزير الصحة يشيد بالكوادر العاملة في الميدان
من جانبه، استعرض وزير الصحة العامة والسكان الجهود الميدانية المبذولة من قبل الفرق الصحية، وأشاد بتفاني الكوادر التي تواصل الليل بالنهار رغم الظروف الصعبة، للوصول إلى كل طفل في مختلف المناطق، بما فيها النائية والوعرة.
كما ثمّن دور الشركاء الدوليين، وفي مقدمتهم منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف والمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، في تمويل الحملة وتقديم الدعم اللوجستي والتقني لها.
المنظمات الدولية تؤكد استمرار الدعم
وفي السياق ذاته، أكد ممثل منظمة اليونيسيف في اليمن، بيتر هوبكنز، والقائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية، التزام المنظمتين بمواصلة تقديم الدعم الفني واللوجستي والتقني للحملات الصحية في اليمن. كما شددت مديرة مكتب الصحة العالمية بعدن، د. نهى محمود، على أهمية هذه الحملات في تعزيز قدرة النظام الصحي الوطني على الاستجابة لمخاطر تفشي الأمراض المعدية.
المواطنون: خطوة ضرورية لحماية أطفالنا
وخلال جولة ميدانية لموقع “محور بلس” في بعض أحياء عدن، رصدنا تفاعلاً إيجابياً من المواطنين، الذين أكدوا دعمهم الكامل للحملة.
سالم عبدالرقيب، رب أسرة من منطقة بئر أحمد، أكد أن التحصين يحمي الأطفال من أمراض خطيرة مثل الشلل. داعياً كل الأسر بالتعاون مع الفرق الصحية.
أما فاطمة ناصر، وهي أم لثلاثة أطفال في مديرية البريقة، فأشارت إلى أهمية إيصال الفرق الصحية إلى كل بيت، قائلة:
“نشعر بالارتياح لما نراه من جهود ميدانية. جاءت الفرق إلى بيتنا صباحاً وشرحوا لنا أهمية الجرعة، وأنا أطالب كل أم أن تكون واعية وتسمح بتحصين أطفالها.”
تحديات كبيرة.. وإصرار على النجاح
ورغم التحديات اللوجستية وصعوبة الوصول لبعض المناطق النائية، تؤكد الفرق الصحية أنها مصممة على تحقيق تغطية شاملة، لضمان حماية كل طفل يمني من خطر الإصابة بمرض شلل الأطفال.
تأتي هذه الحملة في وقت حساس، حيث تعاني اليمن من أزمات متعددة أثرت على النظام الصحي، مما يجعل من الحملات الوطنية للتحصين ضرورة ملحة، خصوصاً في ظل المخاوف من عودة تفشي الأمراض المعدية. ويتوقف نجاح الحملة على مستوى التجاوب الشعبي، والتعاون المجتمعي، والدعم الرسمي، وهو ما بدا واضحاً في اليوم الأول من هذه الحملة الطارئة.