حقيقة إسرائيل: كيان بُني على التزييف وسرقة الهوية

حقيقة إسرائيل: كيان بُني على التزييف وسرقة الهوية
علم إمارة قرمان دولة تركية صغيرة | تركياء الحالية

منذ إعلان ما يسمى بـ"دولة إسرائيل" عام 1948، حرص الكيان الصهيوني على تقديم نفسه للعالم كدولة ذات جذور تاريخية ودينية لتقوم بإحتلال الأراضي الفلسطينية ، بينما هذا الكيان ليس سوى مشروع استيطاني استعماري بُني على السلب والتشويه، وتبنى رموزًا وأفكارًا لا تعود له، بل تم انتزاعها من حضارات أقدم، وعلى رأسها الحضارة الإسلامية والعربية.

 العلم الإسرائيلي: سرقة لرمز إسلامي



العلم الإسرائيلي يتكوّن من نجمة سداسية زرقاء تُعرف بـ"نجمة داوود" بين خطين أزرقين على خلفية بيضاء. وعلى عكس الرواية الصهيونية، فإن النجمة السداسية كانت مستخدمة منذ قرون في حضارات إسلامية، خاصة في منطقة الأناضول (تركيا الحالية) في حكم دويلات تركية إسلامية مثل الكرمانيين والجاندرلي. 

_ كانت تُعرف النجمة في الثقافة الإسلامية بـ"خاتم سليمان" وكانت تُستخدم في الزخرفة الدينية والرموز المعمارية.

_ ظهرت على رايات قادة مسلمين مثل خير الدين بربروس، لذلك فإن النجمة السداسية رمز إسلامي تم انتحاله لاحقًا واستخدامه كرمز يهودي رسمي.

_ أما الخطّان الأزرقان في العلم، فهما مستوحيان من الرداء الديني اليهودي (التاليت). 

اللغة العبرية: إحياء مصطنع بلُبنات عربية



اللغة العبرية هي لغة حديثة لم تكن لغة محكية منذ آلاف السنين، بل أعيد إحياؤها بشكل مصطنع في أواخر القرن التاسع عشر، في محاولة لإعطاء الكيان الصهيوني "هوية قومية".

_ أعاد إحياءها الصهيوني "إليعازر بن يهودا"، واعتمد بشكل كبير على اللغة العربية ومفرداتها وقواعدها.

_ كثير من جذور اللغة العبرية الحديثة مأخوذة من العربية الفصحى، مما يؤكد أنها ليست لغة أصلية بذاتها، بل هجين لغوي تم صناعته لغرض سياسي وثقافي.

 كيان بلا جذور: تاريخ مُلفق

تحاول إسرائيل أن تروّج لفكرة أنها وريثة مملكة قديمة تعود إلى آلاف السنين، لكن علماء آثار كثيرين، منهم إسرائيليون، نفوا وجود أي أدلة أثرية تُثبت وجود مملكة داوود وسليمان بالشكل المذكور في التوراة.

_ لا توجد نقوش أو آثار حقيقية تثبت وجود هذه "الدولة القديمة" في فلسطين.

_ غالبية ما يُقدّم من أدلة يعتمد على روايات دينية غير قابلة للتحقق تاريخيًا.

سرقة الثقافة والهوية

لم يقتصر التزييف الصهيوني على الرموز الدينية أو اللغوية، بل تعدّاها إلى سرقة الثقافة والمأكولات واللباس .

_ إدّعت إسرائيل أن الحمص والفلافل والشكشوكة أكلات "إسرائيلية"، رغم كونها جزء من التراث العربي الشرقي.

_ استخدمت الكوفيّة الفلسطينية في عروض أزياء وفعاليات عالمية على أنها جزء من تراثهم.

_ سُجلت قطع من التراث الفلسطيني المطرّز ضمن الممتلكات الثقافية الإسرائيلية في اليونسكو.

 "شعب الله المختار": فكرة التفوق الديني والتميّز

في العقيدة اليهودية التقليدية، تُعتبر فكرة "الشعب المختار" ركيزة إيمانية، حيث يرى اليهود أنفسهم بأنهم الأمة التي اختارها الله لتكون نورًا للأمم و أنهم مميزون عن بقية البشر. 

_ بعض التيارات الدينية والسياسية المتطرفة حوّلت هذه الفكرة إلى تعالٍ قومي وديني.

_ وُجِدت في نصوص دينية وتأويلات مفاهيم تحتقر "الأغيار" أي غير اليهود ، وتُعطي لليهود مكانة أرقى دينيًا وروحيًا.

_ هذا الفهم شكّل الأساس الأيديولوجي لسياسات الفصل العنصري والاستعلاء ضد الفلسطينيين وغير اليهود عمومًا.

"إسرائيل الكبرى": أوهام السيطرة على العالم العربي



من أخطر ما تكشفه الوثائق والمواقف السياسية هو الاعتقاد الصهيوني بأن حدود إسرائيل يجب أن تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات؛ هذا المفهوم يُعرف بـ"إسرائيل الكبرى".

_ ظهرت هذه الفكرة في كتابات مفكّري الحركة الصهيونية الأوائل مثل "ثيودور هرتزل".

_ تم توثيق خطة تُعرف بـ"خطة يينون" (1982) دعت إلى تفكيك الدول العربية إلى كيانات طائفية لتسهيل الهيمنة الصهيونية.

_ منذ حرب 1967، توسعت إسرائيل بشكل مباشر واحتلت: 

• الضفة الغربية

• القدس الشرقية

• الجولان السوري

• جنوب لبنان

• واحتلت سيناء لفترة قبل أن تُعيدها. 

_ تحاول إسرائيل فرض سيادتها على مناطق جديدة بحجج دينية أو "أمنية"، مما يُشير إلى نية توسعية متجذّرة في الفكر الصهيوني.

كل ذلك من الوقائع التاريخية والثقافية والسياسية تكشف أن إسرائيل ليست سوى مشروع استيطاني أقيم على أرض مغتصبة، بهوية مزوّرة، وبثقافة مسروقة، و هذا ما لايعلمه الكثيرون في أنحاء العالم، من العلم إلى اللغة، ومن الفكر الديني إلى السياسة التوسعية، يعتمد هذا الكيان على الانتحال والتشويه.

هذا يوضح أن خُطة" الإسرائيلين " ليست بإحتلال دولة" فلسطين " فحسب ، بل أن خطتهم تمتدُ لإحتلالِ أكثر من دولة عربية.