تضخم الكبد… علامة صامتة لمرض خطير يحتاج إلى انتباه مبكر

تضخم الكبد… علامة صامتة لمرض خطير يحتاج إلى انتباه مبكر

خاص

محور بلس

يشكّل تضخم الكبد واحداً من المؤشرات الصحية التي لا ينبغي تجاهلها، فالكبد—أكبر أعضاء الجسم الداخلية بوزن يتراوح بين 1.2 و1.5 كيلوجرام—قد يتضخم نتيجة مجموعة واسعة من الأمراض التي لا ترتبط جميعها بالكبد نفسه، بل قد تكون ناتجة عن عدوى، اضطرابات قلبية، أمراض وراثية، أو حتى سرطانات الدم والغدد الليمفاوية.

ورغم أن تضخم الكبد غالباً لا يسبب أعراضاً مباشرة، إلا أن الأشخاص المصابين به قد يلاحظون ألماً في الجانب الأيمن العلوي من البطن، إرهاقاً شديداً، غثياناً، فقداناً في الشهية والوزن، أو ظهور اليرقان. وتُعد هذه الإشارات إنذاراً واضحاً يدعو لزيارة الطبيب دون تأخير.

أسباب متعددة… وتشخيص يحتاج دقة.

يحدث تضخم الكبد لعدة أسباب شائعة أبرزها:

مرض الكبد الدهني الكحولي وغير الكحولي.

التهاب الكبد الفيروسي.

سرطانات الكبد أو السرطانات المنتشرة إليه.

كما توجد أمراض أقل انتشاراً قد تؤثر على الكبد بشكل غير مباشر مثل:

بعض أنواع اللوكيميا وسرطانات الغدد الليمفاوية.

الأمراض الوراثية مثل داء ويلسون وترسّب الأصبغة الدموية.

مشاكل القلب مثل فشل القلب الاحتقاني أو متلازمة بود كياري.

العدوى الطفيلية والبكتيرية بما فيها البلهارسيا وخراج الكبد.

التسممات الناتجة عن الأدوية أو المواد الكيميائية.

ويبدأ التشخيص عادةً بفحص سريري يليه تصوير بالموجات فوق الصوتية، وقد يتطلب الأمر فحوصات أدق مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، إضافة إلى فحوصات الدم، وقد تمتد الإجراءات إلى خزعة الكبد في بعض الحالات لمعرفة طبيعة المرض بدقة.

عوامل تزيد من المخاطر… ووقاية ممكنة.

تشير الدراسات إلى أن بعض العادات اليومية قد ترفع خطر الإصابة، مثل:

الإفراط في تناول الكحول.

تناول الأدوية والمكملات دون الالتزام بالجرعات الموصى بها.

استخدام أعشاب ضارة مثل الإفيدرا والدبق.

التعرض للمواد الكيميائية بشكل مباشر.

وتؤكد الجهات الصحية أن الوقاية من أمراض الكبد ممكنة عبر:

اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، الحفاظ على وزن مثالي، تناول الأدوية بحذر، والحد من التعرض للمواد الكيميائية، إضافة إلى تجنب الكحوليات نهائياً.

علاج تضخم الكبد… يبدأ من السبب.

العلاج يعتمد بالكامل على السبب المؤدي لتضخم الكبد.

وبينما قد تكون بعض الحالات قابلة للعلاج بتغيير نمط الحياة فقط—مثل إنقاص الوزن أو التوقف عن الكحول—تتطلب حالات أخرى علاجات دوائية محددة أو حتى تدخلات متقدمة.

وينصح الأطباء بعدم تجاهل أي علامة مقلقة، والاستعداد للموعد الطبي بتسجيل الأعراض، الأدوية المستخدمة، والتاريخ الصحي، إضافة إلى طرح أسئلة مهمة تساعد في فهم الحالة بشكل أفضل.

الخلاصة

تضخم الكبد ليس مجرد تضخم… بل جرس إنذار يشير إلى مشكلة قد تكون خطيرة إذا لم تُكتشف مبكراً.

وفي عالم اليوم المليء بالضغوط والملوثات، أصبح الحفاظ على صحة الكبد ضرورة لا تقل أهمية عن أي عضو آخر في الجسم.

لذا، يبقى الوعي والمتابعة الطبية الدورية هما خط الدفاع الأول للحفاظ على هذا العضو الحيوي في أفضل حالاته.