هذا وعاده البحر بحرنا!
محور بلس
بقلم: علي خالد
في مدينة عدن الساحلية، التي يُفترض أن تُغدق على أهلها من خير البحر ما لذ وطاب، أصبح السمك فيها حلماً بعيد المنال، وكأنه قادم من كوكب آخر وليس من أمواج شواطئها الممتدة!!.
نعم، السمك الذي كان “أكلة الفقير” صار اليوم رمزاً للرفاهية، يحتاج إلى ميزانية خاصة وتخطيط مسبق، وربما قرض بنكي، قبل التفكير بشرائه.
تخيّلوا مدينة تطل على بحر العرب بكل سخاء، لكن مواطنيها يقفون أمام محلات بيع السمك وهم يقرأون الأسعار وكأنها نشرات بورصة عالمية حيث وصل سعر الكيلو الثمد إلى 18 ألف ريال للكيلو الواحد.
الطريف أن الصيادين يشتكون من غلاء الوقود وقلة الصيد، والتجار يشتكون من ارتفاع تكاليف النقل والتخزين، والناس يشتكون من كل شيء، بينما البحر… صامت! يراقب المشهد وهو يبتسم.
فيا أهل عدن، لا تستغربوا إن دخلنا قريباً مرحلة “الفرجة على السمك” بدلاً من أكله. وربما نسمع يوماً عن مطاعم تعرض الأسماك خلف الزجاج لتصويرها فقط مقابل رسوم رمزية، أما أكلها فـ”الله يرزق من يشاء بغير حساب”.