ثلاثة عقود من التجهيل الممنهج... والتعليم يحتضر فهل من إنقاذ؟
خلال العقود الثلاثة الماضية خضع التعليم لسياسة تدمير ممنهجة، استهدفت وعي الأجيال، فتم تهميش الكوادر التربوية، وتحوير المناهج، وإقصاء الكفاءات، وتحويل المدارس من فضاءات للعلم إلى أدوات لتزييف الوعي وطمس الهوية.
اليوم الكل يُجمع على فداحة ما جرى ويجري، المعلمون يتألمون، المثقفون يصرخون، والوطنيون يكتبون ويحذرون، لكن منظومة التعليم لا تزال تنحدر من سيئ إلى أسوأ، والعقول الناشئة في خطر دون تدخل حقيقي.
فما هو الحل؟
لم يعد إصلاح التعليم خياراً مؤجلاً، بل أولوية وطنية عاجلة يجب أن تبدأ بخطوات متسارعة قبل بداية العام الدراسي الجديد 2025/ 2026، وذلك من خلال الخطوات العملية الآتية:
1- إطلاق خطة إنعاش شاملة تعالج: تدني أجور جميع العاملين في الحقل التربوي، ونقص المدرسين المتخصصين في بعض المدارس، وتهالك البنية التحتية في المدارس القديمة.
2- تحرير القرار التربوي من قبضة التبعية والتسييس، وتمكين الكفاءات النزيهة من قيادة عملية اصلاح منظومة التعليم.
3- إعادة بناء المناهج التعليمية بما يعكس الهوية الوطنية ويواكب متطلبات العصر.
4- التعامل مع التعليم بمسؤولية سيادية ترتبط بمستقبل الوطن وكرامة المواطن.
إن مستقبل الشعوب يُبنى في قاعات الدراسة، وإذا لم نتحرك اليوم، فغداً سنفيق على جيل بلا وعي، ووطن بلا أمل.
فلننهض قبل أن يتحول الجهل إلى قدر... والانهيار إلى مصير.
والله من وراء القصد...