نقص فيتامين د عند الأطفال.. خطر صامت يهدد صحة العظام والنمو

محور بلس
يُعد نقص فيتامين د من أكثر المشكلات الصحية الشائعة لدى الأطفال حول العالم، ورغم بساطة الوقاية منه، إلا أن إهماله قد يقود إلى مضاعفات خطيرة على المدى الطويل، أبرزها الكساح وتشوهات العظام وضعف النمو. فما هو هذا الفيتامين الحيوي؟ وما أعراض نقصه؟ وكيف يمكن للأهل حماية أطفالهم من هذا الخطر الصامت؟
لماذا فيتامين د مهم جدًا للأطفال؟
فيتامين د ليس مجرد عنصر غذائي، بل هو المسؤول عن امتصاص الكالسيوم والفسفور في الجسم، وهما عنصران أساسيان لبناء عظام وأسنان قوية. كما يلعب دورًا مهمًا في:
• تقوية الجهاز المناعي ومقاومة العدوى.
• دعم نمو العضلات وحركتها الطبيعية.
• الحفاظ على صحة القلب والجهاز العصبي.
عندما يعاني الطفل من نقص هذا الفيتامين، تتأثر قدرة جسمه على الاستفادة من الكالسيوم، فتبدأ العظام بالضعف واللين، ما يؤدي إلى تشوهات قد تصبح دائمة إذا لم يتم علاجها مبكرًا.
المرض الذي يسببه نقص فيتامين د عند الأطفال
النقص الشديد والمزمن لفيتامين د يؤدي إلى الكساح (Rickets)، وهو مرض يتسبب في لين العظام وتشوهها، مثل تقوّس الساقين أو تقارب الركبتين، وتأخر النمو والمشي. كما قد يتسبب في مشكلات عضلية وألم مزمن، وأحيانًا اضطراب في مستويات الكالسيوم قد يؤدي إلى نوبات تشنجية أو اعتلال عضلة القلب.
أبرز أعراض نقص فيتامين د عند الأطفال
يمكن ملاحظة عدة علامات تحذيرية تشير إلى نقص فيتامين د، ومنها:
-آلام العظام والعضلات: قد يشتكي الطفل من ألم في ساقيه أو ذراعيه أو في منطقة الحوض، وأحيانًا يستيقظ ليلًا بسبب الألم.
-لين العظام وتشوهها: ظهور الأرجل المقوسة أو الركبة المتلاصقة (genu valgum)، أو بروز في عظام الصدر والضلوع.
-مشاكل في النمو: تأخر المشي، قصر القامة مقارنة بأقرانه، وضعف الوزن.
-ضعف العضلات وصعوبة الحركة: قد يبدو الطفل بطيئًا في الحركة أو غير قادر على الوقوف لفترات طويلة.
-اضطراب الكالسيوم: ما قد يسبب أمراضًا مثل الكزاز، أو اعتلال عضلة القلب، أو نوبات تشنجية.
أما عند الرضع، فقد تكون الأعراض غير واضحة، لكن يمكن ملاحظة:
• ضعف النمو العام.
• تكرار الإصابة بالعدوى.
• كسور متكررة في العظام حتى مع إصابات بسيطة.
أسباب نقص فيتامين د عند الأطفال
1. قلة التعرض لأشعة الشمس: المصدر الأساسي لتكوين فيتامين د في الجسم، خصوصًا في فصل الشتاء أو عند العيش في أماكن قليلة الإضاءة.
2. الاعتماد على حليب الأم فقط: رغم فوائده العظيمة، إلا أنه لا يحتوي على كميات كافية من فيتامين د.
3. سوء التغذية: عدم تناول أطعمة غنية بفيتامين د مثل الأسماك الدهنية والبيض والحليب المدعّم.
4. البشرة الداكنة: الأطفال ذوو البشرة الداكنة يمتصون فيتامين د بشكل أبطأ عند التعرض للشمس.
5. الأمراض المزمنة: مثل أمراض الكبد والكلى التي قد تعيق امتصاص الفيتامين.
كيف يمكن علاج نقص فيتامين د عند الأطفال؟
1- التعرض لأشعة الشمس
الشمس هي المصدر الطبيعي الأهم للحصول على فيتامين د. ينصح الأطباء بتعريض الطفل للشمس في أوقات الصباح الباكر أو قبل الغروب، لمدة تتراوح بين 10 – 20 دقيقة حسب لون البشرة، مع تجنب أوقات الذروة لحماية الجلد.
2- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د
رغم أن الغذاء لا يوفر سوى نسبة قليلة من احتياجات الطفل اليومية، إلا أنه يبقى داعمًا مهمًا، ومن أبرز الأطعمة:
• الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة.
• صفار البيض.
• الحليب ومشتقاته المدعّمة.
• كبد البقر.
• حبوب الإفطار المدعّمة.
3- المكملات الغذائية
قد يوصي الطبيب بمكملات فيتامين د على شكل نقط أو شراب بجرعات محددة حسب عمر الطفل وحالته الصحية، ولا يجب إعطاؤها دون استشارة طبية لتجنب الجرعة الزائدة.
الوقاية هي الحل الأفضل
• ابدئي بتعويض طفلك بفيتامين د منذ الأسابيع الأولى للولادة، خاصة إذا كان يعتمد على الرضاعة الطبيعية فقط.
• اجعلي التعرض للشمس جزءًا من روتين يوم طفلك بشكل آمن.
• قدمي له وجبات غذائية متوازنة تحتوي على مصادر الفيتامين.
• لا تترددي في عمل تحاليل دورية لمستويات فيتامين د والكالسيوم إذا لاحظت أي أعراض غير طبيعية.
هل الأعشاب تعالج نقص فيتامين د؟
لا توجد أعشاب مثبتة علميًا قادرة على تعويض نقص فيتامين د لدى الأطفال. الاعتماد يجب أن يكون على الغذاء الصحي، التعرض الآمن للشمس، والمكملات الطبية بوصفة طبيب فقط.
الخلاصة فإن نقص فيتامين د ليس مجرد مشكلة بسيطة، بل قد يكون بداية لمضاعفات صحية خطيرة تؤثر على حياة الطفل ونموه. التشخيص المبكر والعلاج الوقائي هو الخطوة الأذكى لكل أم وأب.